يا موتُ! قد جَفَّفْـتَ نَهـرِي
كَفَّنتَ بالأشلاءِ عُمري
وَقَصَفتَني زَهـرًا زها
وَوَأدتَّ أشجاري وَطَيــري
فَلَبِثتُ مَنْـزوعَ الشَّغــا
فِ تَنوءُ أخْيلتي بِشِعِـري
وَحَنَـوتَ إذ خَلَّيتَني
في اليُسْـرِ ألقى كلَّ عُسْرِ
وَحَـرمتني مَن لا يغيـ
ـضُ وَمَن إليه يَهُـودُ فَجْـري
وَأعدُّهُ شَيخي الفَقِيـ
ـهَ إذا اسْتطالَ عليَّ قَهْري
وَأعدُّهُ عُودي وَألـ
حانِـي، وَأبياتي، وَشِعري
وَأعدُّهُ نَهري وَشُطْـ
ــآني، وَبَوصلَةً لِفَخْري
أبْليتَني في عُمْـدَتي
وَعَباءتي في بَـردِ دَهْـري
يا مَـوتُ بالأوجاعِ قد
سَوَّدتَّ أيامي وَحِبري
ماذا تَوَدُّ وأنت قــد
أورَقتَ في بَيداءِ عُمري
وَتَـرَكتني في النَّـازلا
تِ أصُومُ دونَكَ عِيـدَ فِطري
أشْتَـــمُّ أصْـــداءَ الدُّمُـــو
عِ تَقولُ: أنتَ مِدادُ بَحرِي
ماذا تَوَدُّ مِنَ الَّذي
كَمْ قَدْ حلا طَعْمًا لِضُرِّ؟!
يا مَوتُ لا تَخشَ الحيـا
ةَ فذي الحياةُ تَلُوكُ عَمْري
هَبْ لِي الدَّواءَ فقد ذَوى
في بَطنِ حُوتِ العَيشِ صَبري
أَوَما سَمِعتَ أيا عَنيـ
ـدُ دُعاءَ ذي النُّونِ المُضَرِّ
خُذني إليكَ! أما رَأيْـ
ـتَ بُكاءَ أيُّوبٍ لأمْري
محمــد إبراهيـــم الفلاح
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق