.... & & كلٌّ غدا حطباً & &....
مقهىً خريفيٌّ أنا..والكلّ من
حولي غصونٌ فارقتْ أوراقَها
...
كلٌّ نعى وبكى غروبَ شموسِه
عجباً ترى من يبتغي إغراقَها
..
وسفينةُ الاحلامِ ما ضيةٌ بلا
ربّانِها من ذا يفكّ وثاقَها
...
بردى على الأطلالِ يذرفُ دمعَه
والشامُ تدفنُ في المدى أشواقَها
...
غضبٌ بها يسقي قذىً أعداءَها
حتى ولو غمر البكا أحداقَها؟
...
مصرُ استكانتْ عند ضفةِ نيلِها
وقيودُ فرعونٍ تطوّقُ ساقَها
....
أرضُ الكنانةِ ظامئٌ سيناؤها
يا ليتني رملٌ يجيدُ عناقَها
...
النخلةُ العذراءُ تفردُ ظلَّها
لتجيرَ من حرّ الهجيرِ عراقَها
...
يبكي الفراتُ على رفات قرينَه
ومدائناً قد أحرقوا عشّاقَها
..
يا دجلةَ الأنهارُ لا تنسى منا
هلَها أتبكي كاليمامِ فراقَها
..
يا أيّها اليمنُ السعيدُ كن المدى
آ الشمسُ بعدك أخّرَتْ إشراقَها؟
...
أم خيلُ مجدك عابَها وهنٌ وما
من فارسٍ فطنٍ يريدُ وفاقَها
..
كلٌّ غدا حطباً ويحملُ فأسَه
واليومَ يسعى جاهراً إحراقَها
..
نحنُ انحناءاتُ الدروبِ وراءَها
تخفي مواويلُ الهوى أعناقَها
....
وأنا بلا روحٍ أخبئُ حسرتي
كنعامةٍ قد صادروا أرزاقَها
.....
يقلم زكريا أحمد عليو
سوريا.... اللاذقية
2023/8/12
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق