( سجع الحمام )
أبكيتَ يا سجعَ الحمامِ عيونا
وأسلتَ دمعًا في الخدودِ هتونا
فعلامَ تبكي ياحمامُ بحرقةٍ
ولمن تنوحُ على الغصونِ حزينا
أبديتَ آلامَ الصبابةِ والجوى
فأثرتَ في قلبي العليلِ شجونا
ما ذاق طعمَ النومِ من ذاقَ الهوى
كلّا ولا غَشِي النعاسُ جفونا
قلقُ الفؤادِ لدى المحبِّ ملازمٌ
بين الجوانحِ كم أراعَ سكونا
يا أنتِ رفقًا بالذي تيمتهِ
فغدا بسحركِ عاشقًا مفتونا
حولي نسجتِ من الرموشِ مصائِدًا
وبنيتِ لي بينَ اللحاظِ سُجونَا
ونفثتِ في روحي غرامَكِ يا مها
والعشقُ مسُّ قدْ يفوقُ جنونا
وجمعت قلبينا وقلتِ: "خلقتما
حتى تَصيرَا عاشقينِ فكونا"
كانا كما تبغينَ وامتزجا معاً
في الحبِّ واحتضنا الغرامَ جَنِينا
وتَعاهدَا بالوصلِ في كنفِ الوفا
عاشا الهيامَ حقيقةً وظنونا
ما بالُ فاتنتي توارتْ بعدما
كانتْ ترى شبحَ النوى ملعونا
حتى الرسائلُ من هواتفنا اختفتْ
غاب الوصالُ وما سمعتُ رنينا
الآهُ تحرقُ مهجتي زَفرَاتها
حين استحالتْ لوعةً وحنينا
ما أصعب الهجرانَ دونَ تعلَّةٍ
تقضي النفوسُ تحسُّرًا وأنينا
خالد الشرافي - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق