تلاقُح الفنون:
—————-
مِنْ رملِ بحرٍ قدْ صنعتَ فَتاتَكْ
وغرزتَ في شطِّ الهوى مرساتَكْ
وجَعلتَ هَبَّاتِ النّسيمِ يَراعةً
وتَخِذتَ مِن موجِ البيانِ دواتَكْ
ضَمَّنتَها كلَّ التّفاصيلِ التي
رَصدتْ معاييرَ الورى وسَراتَكْ
أبدعْتَ في إبداءِ ما قدْ صُغتَهُ
لٰكنْ جَهِلتَ بِأنَّ شيئاً فاتَكْ !
فالبحرُ هالَ الرّملَ حتّى ذرَّهُ
واقْتاتَ ماشكَّلْتَهُ واقتاتَكْ !
ولقدْ أصابكَ مدُّهُ فجَنى عليكَ-
-مُبعثِراً في الخافقينِ فُتاتَكْ
واستَهدفَتْ أمواجُهُ حُلُماً أمَلتَ-
-فلا تَدعْهُ يُعجِّلَنَّ مَماتَكْ
فَبِأيِّ قصدٍ ؟ قدْ أثرْتَ حماقةَ-
-الرّملِ المُشاكسِ وافتقدتَ أناتَكْ
إذْ حينَ أنتَ أثرتَهُ استدعى العروضَ
-فأفسدتْ " فَعِلاتُهُ " أوقاتَكْ !
فَتَوقَّهُ بلْ واحذرِ استفزازَهُ
وهِياجَهُ إمَّا أردتَ نجاتَكْ !
لَو كُنتَ جِئتَ بِكلِّ " تفعيلاتِهِ "
مِن غيرِ" خَبنٍْ " مَا خسرتَ ثباتَكْ !
وأراكَ تَنزعُ لِلكمالِ فهلْ تُراكَ-
-وجدتَ في"مُتفاعلنْ"مِشكاتَكْ؟
وزعمتَ أنّكَ تَستسيغُ تَجانسَ-
-النَّغماتِ ها فسِّرْ لنا مَدعاتَكْ
لو أنتَ طعَّمْتَ المقامَ بِنغمةِ -
"النَّهوندِ "كي لا تَستفزَّ "بَيَاتَكْ"
ومزجتَ بينَ "الكوردِ والنّكريزِ "-
في معزوفةٍ جسَّدتَ فيها ذاتَكْ
وملأتَ كلَّ الكونِ موسيقا .. لَكُنتَ-
-ازددتَ شأواً واغتنمْتَ حياتَكْ ..!.
———————————————
د.يونسذ ريَّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق