الشاعر فواز عبد الرحمن البشير يكتب
خمسون عاما......
خمسونَ عاماً قد مللتُ مرورَها
ولقد مللتُ عبوسَها وسرورَها
ووددتُ أني كنتُ عنها غائبا ً
وطرحتُ عني زيفها وشرورَها
لكأنها أفعى تطلُّ برأسِها
لأرى ظهورَ عدوة ٍ وسفورَها
تجتاحني الحسراتُ حين تفكّري
فيها فأمقتُ مكرَها وفجورَها
وإذا شعرتُ بأنها قد أحسنَت
فالقبحُ يكشفُ كنهَها وستورها
وإذا نظرتُ لها بعينِ تأملٍ
لمقتُّ منها دورَها وقصورها
بهلولُ قبلي قد تبينَ سرَّها
فغدا يعمّرُ بالدموعِ قبورَها
وذوو المحبةِ غادروا أحياءها
وبكلِّ جارحةٍ تخطّوا سورَها
ورنوا إليها بالقبائحِ زُينَت
فاسترخصوا ياقوتَها وحريرَها
خمسونَ عاماً حافلاتٌ بالأذى
إني كرهتُ بطونَها وظهورَها
ما غير ساعاتٍ خلوتُ لخالقي
وقطفتُ منها وردَها وزهورها
وبكيتُ حتى قيلَ لستَ مُؤاخذاً
والشمسُ أبدت بعدَ غيمٍ نورَها
خمسونَ عاماً لا تساوي ساعةً
إن زيّنَ الرحمنُ فيهِ عبورَها
وإذا انطلقتُ إليهِ صرتُ محلّقاً
قد ودّعَت تلكَ السجونُ طيورَها
لا شيءَ يعدلُ أن أعيشَ للحظة ٍ
تلقي عليَّ من الحبيبِ عبيرَها
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
كفرشمس
٢٦-٨-٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق