يقول الشاعر:
ما كلّ من ذاقَ المنيّةَ ميّتٌ
بعض المنيةِ ذاقها الأحياءُ
و أنا أقولُ :
كم ميّتٍ نالَ الخلودَ بِذِكْرِهِ
فله على مرّ الزمانِ بقاءُ
انظرْ إلى شِعرٍ ترصّعَ حكمةً
و جمالِ نظمٍ زانَهُ الإيحاءُ
هل من فناءٍ طالَ ذكرَ نوابِغٍ
شادوا العُلا و جِباهُهُمْ غَرّاءُ
دهرٌ مديدٌ قد تقادَمَ عهدُهُ
و لهؤلاءِ تَجَدُّدٌ و نَماءُ
ذا فيلسوفٌ صاغَ أبْهى حكمةٍ
و ربيبُ فكْرٍ في الظلامِ ذُكاءُ
كم طابَ ذكرُ مُفكّرٍ عَبْرَ المدى
أقوالُهُ للعالَمينَ ضياءُ
صلحتْ شعوبٌ في مَقولةِ مُصلِحٍ
رامَ الفلاحَ فكانَ فيه شفاءُ
و جوادُ كفٍّ شقّ درباً هادِياً
و عيونَ ماءٍ دَفْقُها إرواءُ
إذما شفى ظمآنُ غُلّةَ نارِهِ
هلّتْ عليه أطايبٌ و دعاءْ
إنّ الحياةَ دوامُ ذكر ٍ طيّبٍ
و الحيُّ فينا مِشعَلٌ وَضّاءُ
و الحيُّ حقّاً مَن تباركَ سعيُهُ
و أفادَ خلقاً ..في فعلهِ سُعَداءُ
و الميْتُ مَن غَفَلَ الورى عن ذكرِهِ
لو عاشَ ألفاً داؤُهُ الإغفاءُ
إنّ الأفاعي رمزُ عمرٍ زائدٍ
في سُمِّها عَطْبُ الحيا و فناءْ
ما طابَ عُمْرٌ طالَ مثلَ حُبالَةٍ
للظلِّ طولٌ زائلٌ و خواءْ
محمود أمين آغا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق