. بلا عنوان
قصّة قصيرة
..استغربَ زميلي كيف لم تُلفت نظري مجموعة كبيرة من النساء اللواتي افترشن الأرض قريبًا منا أثناء رحلة من المدينة إلى المنتجع الذي كنت وزميلي فيه .
فقلتُ له : مَن هؤلاء أمام أضعافهنّ ، وقد لقيتهنّ في حمّام السوق
نتيجة خطأ في التوقيت ؟
فقالَ : أريدُها شعرًا .
فقلتُ :
لامني مَن لامَ حُبًّا
كيف منّي الشعرُ أخفى
ما مضى من ذكرياتٍ
أثقلتْ قلبًا ....فخفّا
يوم كان القلبُ طفلًا
يغرفُ الآمالَ غرْفا
في مكانٍ كزمانٍ
ضاق جدرانًا وسقفا
بحسانٍ . مثل يوم الحشر .قد رُصّفن رصفا
يا له حمّام سوقٍ
أيقظ الحُلمَ وأغفى
فرصةُ العُمر جلتْ لي
صورتي . فازددتُ لطفا
لا تلمني يا صديقي
مَن بسنّ اليأس . يُعفا
إن تسل عن ذكرياتي
فهي مثل النفس . لهفى
أجهضوها . وتُعاني
سَكرات الموت نزفا
ليتَ شعري. أيُّ شعرٍ
قد يفيها الدهرَ . وصفا
نظرتي للشعر تأبى
قتلهُ شطبًا وحذفا
أَلِفتهُ النفسُ حتى
باتَ لي خِدنًا وإلفا
لستُ مَن ضلّل حتى
يغتني مدحًا وقذفا
حِكتُه ثوبًا على -
أذياله الوشيُ المُقفّى
من ضميري خيطهُ
المنسوجُ إشفاقًا وعطفا
فهو للحرّان أندى
وهو للبردان أدفا
ليس شعري غير نفسي
ذُوّبتْ شهدًا مُصفّى
لنديمٍ . صبّها الوجدُ
بكأس الحبّ . صِرفا
فأنا والشعرُ صنوان
إذا أُلْفيتُ . يُلفى
وأنا مَن مدَّ قلبًا
ما أنا من مد كفّا
لا أُبالي. حَفيتْ رجليَ
أو أُلبستُ خفّا
فهيَ دربُ الحبّ والإيمان . فيها أتحفّى
إن أضاع العمرُ نصفًا
فلقد خبّأتُ نِصفا
فيه أحيا . وعليه
كلّ جرح سوف يشفى
فاطرح اللومَ . فدمعي
فوق خدّ الوجد جفّا
وفؤادي عصرتهُ
ربّةُ الحُسن . فشفّا
لو دنتْ منه . فمسّتْ
زفرةُ الحسناء . يسفى
لا تسل كم كُنّ فيه
قد يكون الرقمُ ألفا
لم أزل منهنّ أشكو
خفقان القلب خوفا
غير أنّ الحُسنَ عندي
كان كالحسناء وقفا
ليس ملكي. أو مشاعًا
فانقصوا الأعراف عُرفا
يُكبرُ الحُسنَ ويرعى
حرمةً مَن غضّ طرفا
إن شهرنَ اللحظ سيفًا
ما شهرتُ العُهرَ حرفا
ما على مَن شكّ لوم
لم يسمْه الدهرُ خسفا
قلتُ أهلًا للرزايا
فشكا الدهرُ وأفّا
كان لي قلبٌ شغوفٌ
في مغاني الحٌسن رفّا
لم يمُت بعد.ُ ولكن
في قميص الرفض لُفّا
يوسف سعّود
سوريّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق