ما خاب في الناس من يحدوه إيمان
ولا اطمأن بغير الله حيران
دنيا من الوهم قد صيغت مفاتنها
فغاية البذل إن يضنيك حرمان
مهما توهم حي في دعائمه
لا بد يوماً يحز النفس نقصان
ما دام بالأمن لو طالت سلامته
وكل ربح بغير الدين خسران
إن الثراء ثراء النفس قانعة
بما لديها وعقبى العيش أكفان
وأن تطيب لها الدنيا بطاعتها
وأن تقر لها بالفرض أجفان
فيا ابن آدم عش ما شئت سوف ترى
أن الحياة بغير الحق بهتان
وأن قدرك بعد الموت تعرفه
فلا تغر بثوب فيه تزدان
وأن غرسك في الدنيا ستحصده
غداً إذا جئت لم يبخسك ميزان
وأنك اليوم في أمن وفي دعة
وكل فعلك قد أحصاه ديان
تلهو وتلعب والأهوال مقبلة
وكيف تقوى على الأهوال أبدان
فتب إلى الله قبل الموت معتذرا
عما اقترفت فإن الله رحمن
عساك تلبس بالغفران ثوب رضى
وما يعوزك إن يكسوك غفران
هي الحقيقة لا من راح ينكرها
إلا تفاجأ إذ غرته ألوان
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق