ما لروضي؟
..............
قبل أن أعرف سببَ الجفاء من قبل جيراني الذين حللتُ بينهم بحكم الوظيفة
وخاصة مَن كنتُ أعتبرهم أصدقاء .
كتبتُ هذه المقطوعة .
.............
ما بعلمي ولا بمحض اختياري
شاء دهري . فكنتُ جارًا لجاري
أعشقُ الحُسنَ ثم أسألُ نفسي
أيُّ حُسنٍ يفوقُ حُسنَ الجِوار؟
يَبسمُ الدهرُ للكثيرين . لكن
بابتسام الرضا. يقولُ: حَذار
ما لروضي، زهورُه يتلاشى
عن يميني عبيرُها
ويساري
أيّ ذنبٍ ، ولستُ إلّا فَراشًا
كنسيم الصَّبا. خفيف المزار
أيّ ذنبٍ يُحمّلُ الجارُ فيه
عِبءَ حَجْب السّلام والازوار ؟
حَملتني إلى الديار رياحٌ
جارفاتٌ . كالسيل. كالإعصار
فإذا بي معَ العُباب كشلوٍ
يتهادى على هوى التّيّار
هاكذا جئتُ . لا كصائد دُرِّ
لاهثٍ خلف لؤلؤ الأغوار
يا لحظّي وقد رُميتُ جُزافًا
من يد الدهر رميةَ الأطمار
وأنا السهمُ ، لو رُميتُ بكفٍّ
تُحسنُ الرميَ. ما امّحتْ آثاري
بي شموخٌ وعزةٌ فإذا أخطأتُ يومًا. فعزّتي في اعتذاري
علّتي العقلُ.والجنونُ شراعٌ
لانعتاقي. يهمّ بالإبحار
علتي الشعرُ . ما استرحتُ إليه .يسرق البأسَ من شفا البتّار.
يدّعي الحسمَ .وهو أضعفُ عزمًا
من جبانٍ عند اتخاذ القرار
كلّ ما قيلَ . والدواوينُ طُرًّا ..لايُساوي رصاصة المغوار
كلّ صوتٍ غير الأزيز . نشازٌ
لا يُضاهي عقيرةَ الصرصار
أُمّنا الشمسُ . ما التفتنا إليها
بل ركعنا نمصُّ ثديَ العار
كرمةُ المجد زرعُنا. فلماذا
نتنزّى على يد الخماّر؟
نصنع الكُفرَ والشتيمةَ خُبزًا
ونُصلّي مَخافةَ الجبّار
يأثمُ العبدُ في اقتناص رغيفٍ
وليَ الحقُّ في اقتناص الجَواري
كم رفعنا على الزمان شِعارًا
ورسمنا انتصارنا بشعار
وجلسنا على الأرائك . نُصغي لعدوٍّ بنشرة الأخبار
ومضينا نُشيعُ عنه رِضاءً
ما سمعنا من منطق استعمار؟
لستُ أدري كيف استطاع عدوّي زرعَ آذانهِ بقلب جِداري
عِشتُ عمري ألومُ نفسي وأجني خَيبتي مِن على دروب الفَرار
أرسمُ الدربَ في الخيال صعودًا
ثمّ أصحو بمركز الفرجار
.........
..
يوسف سعّود..سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق