كتبت بتحريض من صديقتي الغالية الشاعرة سراوي وهيبة
ما بالُ قلْبٍ لا تنامُ عُيونُهُ..... بقلم : سهام بعيطيش أم عبد الرحيم
ما بالُ وجْهِكِ في الأنامِ تَجهَّما
سألَ الطَبيبُ فراشةً وتبسّما
مالتْ بِجَنْبٍ كَيْ تُجيبَ بِنظْرةٍ
فاسْتَلَّ حاجِبُها المُقوّسُ أَسْهُما
في لَحْظِها بعْضُ التَّجَنِّي مُبْهمٌ
يُرْديكَ إمّا طائِعًا أوْ مُرْغَما
حَوْراءُ عَيْنٍ كالعواصِفِ سِحْرُها
شاوِيَّةٌ إِنْ رُمْتَ فيها المَغْنَما
الأَنْفُ أوْراسٌ تَحلَّقَ شامِخًا
سَيْفٌ متى حَمِيَ الوَطيسُ تَكلَّما
والخدُّ فاكِهةٌ بِغَيْرِ زَمانِها
إنْ شِئْتَ قُلْ تُفاحُ مارِسَ ( رُبَّما )
فَمُها وُرودُ الصُّبْحِ يَلْثُمُها النَّدى
عِنَبٌ تَخمَّرَ، كالمُدامةِ حُرِّما
يطفو الجَمالُ على سواحِلِ وَجْهِها
نَبْعًا كَزَمْزَمَ في القِفارِ إذا هَمى
شَعْرٌ تَكَحَّلَ بالسَّوادِ مُجعَّدٌ
ليْلًا إذا ذاقَ الصَّبابةَ أظْلَما
هيْفاءُ عودٍ كالنَّخيلِ قَوامُها
وغُرورُها _ تبًّا _ يُلامِسُ أنْجُما
لكأنَّهُ إنْ مرَّ ركْبُ خُيولِها
سارَ الجَمالُ _ إذا تَبدَّتْ _ أَدْهَما
القِرْطُ غازَلَ كالمُتيَّمِ فَكَّها
غنَّى على أغْصانِها وترَنَّما
في جيدِها عِقْدٌ تَمايَلَ مُغْرَمًا
يا وَيْحَ منْ أضْحى غَريقًا مُغْرَما
قَدْ عانَقَ المَوْجَ الشَّريدَ بِنَحْرِها
فَغَدى على نَحْرِ النَّواعِمِ مُجْرِما
الطّوْقُ عُلِّقَ كالنُّجومِ بِخِصْرِها
كيْفَ استَوى بمَقاسِهِ؟ لنْ تَفْهَما
كالشِّعْرِ شَطْرُ قَصيدةٍ خِلْخالُها
رعْدٌ على كَفِّ القوافي دَمْدَما
سكَتَ الطَّبيبُ عنِ الكلامِ وتَمْتَمَتْ
أَنْفاسُهُ بِالصَّمْتِ حينَ تَلعْثَما
قالتْ سُقيتُ منَ الحياةِ كُؤوسَها
فَجَرِعْتُها كأْسًا بِكَأْسٍ عَلْقَما
هلْ لي بِما يُشْفي العَليل سقامَهُ؟
تَحْيا عُروقُ الرُّوحِ مِنْ بَعْدِ الظَّمَا
فِنْجانُها دَمْعٌ تَسمَّرَ لَحْظَةً
ثُمَّ اسْتَقامَ على الجُفونِ وهَمْهَما
فَتَنهَّدتْ، قالتْ كأَنَّ بِمُهْجتي
حُرُقًا تَوَقَّدُ في الضُّلوعِ، جَهنَّما
ما بالُ قَلْبٍ لا تَنامُ عُيونُهُ ؟
سُحْقٕا لِهذا القَلْبِ ( يعْطيهِ العَمى)
لا تَعْذُليهِ في الوِدادِ أجابَها
القلْبُ أجْزَلَ في العَطاءِ فأَكْرما
....... يتبع
...... سهام بعيطيش أم عبد الرحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق