إلى أُمِّي
خطَّ المشيبُ على المفارقِ حرفهُ
ما زلتُ يا أماهُ نحوكِ أفزعُ
وبلغتُ سنَّ الأربعين ولم يزلْ
شوقي الى حجرِ الحنينِ ليدفَعُ
عشتُ الشهورَ التَّسعَ في جوفِ الحيا
أصحو أنامُ على ابتهالٍ يُسمَعُ
ورضعتُ منك ِأنينَ شوقٍ عارمٍ
شعرًاجميلاً بالشجونِ مُشبَّعُ
أنا يا ملاذيَ نحوَ حضنكِ قاصداً
هو موطني لولاهُ أينَ سأقبَعُ
أشكو إليك النائبات وجورها
بات النوى في الصدرِ سيفاً يقطَعُ
أني كئيبٌ مثلُ ليليَ موحشٌ
اسعى بلا قدمٍ فكيفَ ساسرِعُ
ولقد خبرتُ من الحياةِ نعيمها
فوجدتها لاشيءَ فيها يُشبِعُ
أنا من معاشرِ من لها قد أعلنوا
الامُّ تبقى كالمنارةِ تلمَعُ
وبلغتُ هذي الاربعينَ ونيفٍ
لو تقبلينَ أكونَ عبداً يركَعُ
ولمعبدِ القدسِ النقيَّ تذلُّلي
وعساهُ ربُي للمكارهِ يرفَعُ
مسير الجابري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق