قريتي
قريتي بينَ جميلاتِ القرى
آيةٌ في مصحفٍ قد قالَها
ربُّها ربُّ الحمى سمّى لها
اسمُها( مارو) أرى ما ما لها
أخوةٌ أو أخواتٌ مثلُها
عزَّها اللهُ سقى أجبالَها
غيمَ مزنٍ معرشاتٍ فوقَها
مثلَ تاجٍ توّجتْ أتلالَها
وكسا زيتونَها من سندسٍ
حلّةً قد جمّلتْ أحوالَها
لكأنّ الكونَ في عرسٍ غدا
مستهاماً عاشقاً أغزالَها
ما أحيلى قريتي والغيدُ في
رغدٍ غنّى الهوى آمالَها!
ضاحكاتٍ باسماتٍ للهوى
في أماسٍ أغبطتْ عرزالَها
قريتي جنّةُ عدنٍ صاغَها
خالقي آياً و أهدا بالَها
و روى من نبعةٍ غدّاقةٍ
زرعَها عزّاً سقى أشبالَها
واصطفى من صفوةٍ إنسانَها
سيّداً حرّاً رعى رئبالَها
وترى المصطافَ في أفيائها
مستريحاً ناشداً أنوالَها
قريتي موفورةٌ ماء فمن
كفّ نبعٍ قد روى أدغالَها
و جنى الفلّاحُ صبحاً أنجماً
من كرومٍ في سلالٍ نالَها
في عريشٍ مثقلٍ طلٌّ غوى
بلبلاً غنّى و قد أهدى لها
أغنياتٍ خالداتٍ لحنُها
من هوى (مارو) حَيَى أطلالَها
والرّبيعُ الطّلقُ قد أهدى لها
نسماتٍ من كِمامٍ جالَها
و على الغصن تلا آياتِها
عندليبٌ قد حكى أقوالَها
و تثنّى العودُ إذما طائرٌ
قد تغنّى أو شدا موالَها
طرّزتْ كفُّ الصَّبا منديلَها
من خيوط الشّمسِ أسدى شالَها
في حبورٍ قد رعى غزلانَها
في هضابٍ مزهراتٍ يالها !
قد دعتني ذكرياتٌ في ظلا
ل كرومٍ قد بدا منّا لها
أنّ قلباً قد سلا دربَ الصِّبا
أو غوى تبّاً لمَن قد قالَها
حمدي أندرون
سورية
١٨ / ٦ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق