شوق وحنين إلى البلد الأمين
فـيـا لـهـف نـفـسي لـلبقيع وزمـزمِ
ومــكّـة والـبـيت الـعـتيق الـمـكرّمِ
فيا لهفتا للحجّ والسعي في الصفا
ومــروة والـركان الـيماني الـمعظم
لـقد هـيّج الحجاجُ شوقي ولهفتي
وقــد أقـبلوا مـن كـل فـجٍ عـرمرمِ
تـعـددت الأشـكـال مــن كــل بـلدةٍ
ومــن كــل خـلـقٍ أعـربـيٍّ وأعـجمِ
أراهـم كموج البحر يزحف جمعُهم
إلــيــه كــمــوجٍ هــائــلٍ مـتـلاطـمِ
إلـى حـجّ بـيت الله حـثوا خطاهمُ
وهــا أنـا ذا والـشوق مـثل الـمتيمِ
إلـى الـكعبةِ البيتِ الحرام وقبلتى
إلـى مـكة الـوسنى وأفضل موسمِ
مـقامِ خـليلِ الله والآل ذي الـهدى
كـيـعْقوب والأسـبـاط ثـمّـة فـاعلمِ
وقـبلةِ أزكـى الخلق والرسل أحمدٍ
وقـبـلـةِ أيـــوبٍ ومـوسـى الـمـكلّمِ
ويحيى وذي النون ابْنِ متّى وغيرهِ
شعيبٍ وإدريسٍ وعيسى بن مريمِ
وخـيرِ بـيوت الله فـي الأرض كلها
وأوّلِ بــيــتٍ أُوْضِــعـت بــعـد آدمِ
تـطـير لـها نـفسي وكـل جـوارحي
خـلـيليّ عـوجـا بــي ألـبّي وأحـرمِ
ولا تـحـرما مـن كـان مـثلي مـتيمًا
سـألـتـكما بالله فـــي كـــلّ مــغـرمِ
خـذا بـي لـها علّي أبيتُ على منى
أرى عـرفـات الـيـوم نـادا بـمقـدمِ
إلـى الـقبلةِ الـغرا أطـوف بـروضها
وأشــربُ من أنـهـارهـا مـاء زمـزمِ
فـإن حـال هـذا الـعام بيني وبينها
فــقـولا لــهـا حــزنـي وحــرّ تَـنَـدمِ
ولا تـنـسـيا عـهـدي خـلـيليّ إنّـنـي
نــذرتُ لـهـا نـفسي ومـلّكتها دمـي
ولاتـنْـسـيا أنْ تُـبـلـغاها وصـحـنـها
خـلـيـليّ مــنّـي ألــفَ قـبـلةَ بـالـفمِ
وقــــولا أيَــــا ربّـــاهُ نـــج بــلادنـا
وفــكّ أيَــا ربّــاهُ عــن كــلّ مـسلمِ
سـلا الـلـه فـيهـا محو كل خطيئةٍ
ومـغـفـرةً مـن كــل ذنـبٍ ومـأثـمِ
وصـل إلـهـي خـالـقـي ومـعـلـمـي
عـلى سيّد الرسـل الكـرام وسـلمِ
بـتـعداد مــا طـافوا ولـبّوا وكـبّروا
وكــلّ حـصـاةٍ عـنـد بـيـتك تُـرجمِ
#رشيد_الخزرجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق