الدفين قصيدة بقلم الشاعر سمير عويدات
الدفين
*****
يا دفينًا مِنَ السُّكونِ تكلَّمْ
لستَ مِيْتًا ولستَ عِندِيَ أبْكمْ
لي زمانٌ وأنتَ طَيُّ هُرُوبٍ
وتراني مُجادِلًا أتلعثمْ
أنتَ مِنِّي ونُسْخةٌ مِنْ ظنوي
وضَميرٌ مِنَ الحَياءِ تبسَّمْ
رَغْمَ شَجْوٍ ولوْعَةٍ بيقينٍ
أنَّ عَيشي كشاعِرٍ كيف يَسْلَمْ
لي هُمُومٌ دُونَ العَوَامِ بقلبي
وغَرَامٌ مِنَ الهَوَى يَتَبَلْسَمْ
وخيالٌ هُوَ النديمُ بعَيني
وحَبيبٌ بسِرِّهِ أتكتَّمْ
قُمْ أجبني أيا غريبَ المُحَيا
لا تَقُلْ لي بشارةٍ لستُ أفهَمْ
أنتَ تدري بما تريدُ حُرُوفي
وبَزَيْفي بينَ الوَرَى أنتَ أعلمْ
هل أُناجي بالذكرياتِ صديقًا
وخليلًا حينَ الصِّبا كانَ أرْحَمْ
أمْ تراني مُحَدِّثًا بعضَ نفسي
يا جُنُونًا مِنَ النُّهَى يَتَبَرَّمْ
في زمانٍ يَضيعُ فيهِ حَسيسٌ
يتوارَى بصَمْتِهِ يتلثَّمْ
خُذْ بشَيبي و رُدَّ بعضَ جَميلي
مَرَّ عُمْرٌ وأنتَ في الظِلِّ أكرَمْ
أنتَ كنزي , خَبيئتي و مُدامي
أنتَ كأسي لوِ الحَنينُ تألَّمْ
مَنْ سِوانا لوِ العَزيفُ يُغنِّي
في زمانٍ كادَ الجَمَالُ يُجَرَّمْ
أنتَ قبري وفيكَ تسكنُ رُوْحي
مِنْ زُجاجٍ أمِ الزُّجاجُ تَحَطَّمْ ؟
************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق