مات الضمير قصيدة بقلم الشاعر أ.محمد الديري
مات الضمير
مات الضميرُ , ومات الحسّ ُ , والخبر ُ
ها قد نعتْكم أمانينا, فلا عِبَر ُ
حتّى القراطيسُ قد ملّتْ وجودكم ُ
ما عادَ ينفعُ إلّا الحزم ُ يا عُمَر ُ
صنعاءُ ثكلى , وهذي الشّام ُ مزّقها
سيف ُ العداوة ِ بالتضليل ِ ما جهروا
قد ماتَ قومي , وماتتْ كلّ ُ قافية ٍ
أسقت ْ بذورا ً تزفّ البِشْرَ إن عبروا
تلك الجحافلُ من أحلامِنا هربت ْ
وفي الحقيقةِ لا حلم ٌ , ولا ظفر ُ
هلّا أقمتَ على أيّام ِ عزّتِنا
مآتمَ العارِ في السّاحاتِ إن دُحِروا
ما عاد سيف ُ بني العبّاس سيفَكم ُ
ولا أميّة َ في القامات ِ نفتخر ُ
هذا العراقُ يبث ُّ الحزنَ مُعتصِرا ً
هلّا مددتم يدَ الإحسان ِ يا بَشَر ُ
وفي دمشقَ ألاعيب ٌ مُنظّمة ٌ
وقهقهاتٌ على أشلائنا نذروا
يا قدسُ عذرا ً , لقد شابت ْ بنادقُنا
فالسّيف منقعر ٌ , والقوس مُنكسِر ُ
باعوا العروبة َ , َوالإسلامَ قاطبة ً
وألحدوكِ , فمات العزّ , و الخبر ُ
يا ضادُ قومي , فلا شيءٌ يجمّعنا
واسقي عطاشاً لعل ّ الكربَ يندحر ُ
ظمآنُ حرفي , فهل أسقيتِ نبعتَه
من بحرِ جودك ِ, من ترتيله القَدَر ُ ?
تشرين ُ أيقظْ بقايا أمّةٍ هُتِكت
واسكبْ براحِكَ كأسَ النّصرِ ما فتروا
بزّ الجياد َ , وأطلقْ بيرقاً , فترى
أشتاتَ غي ّ على أعقابهم دُثِروا
هزّوا إليكم نخيل َ الشّام ما سطعت ْ
شمسُ الإباء ِ, ترى السّاحاتِ تنتصر ُ
محمد الديري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق