الشاعر يونس ريا يكتب
في غَمرةِ الأحداثِ و الأخبارِ
وتَماشِياً معَ صرخةِ الشُّعّارِ
•
دُعِيَ الحضورُ لِنظمِ شعرٍ وازنٍ
يَرقى إلى شعرِ الأميرِ " نزارِ "
•
العاشقِ ال أضفى على الأشعارِ-
-سحرَ الياسمينِ و بهجةَ النُّوّارِ
•
والكلُّ حاولَ أنْ يواكبَ فنَّهُ
أو أنْ يُحاكيَ شِعرَهُ ويُجاري !
•
فهوَ الذي كانَ البيانُ سلاحهُ
الْمُنثال دفقاً مثلَ نهرٍ جارِ
•
فَطَفقتُ أبحثُ في دواوينِ الهوى
ورَصدْتُ كلَّ وسيلةٍ و خيارِ …
•
فتّشْتُ في تاريخِنا
العربيِّ والآدابِ
في البلدانِ و الأمصارِ
•
وقَصَدتُ "عُروةَ"في مرابعِ شِعرِهِ
وطلبتُ خبرةَ نخبةٍ في الكارِ
•
كَ "ابْنِ الملوّحِ وامْرِئِ القيسِ"
اللذَينِ تَميّزا بِروائعِ الأشعارِ
•
ولِأرتقي في صوغِ نظمٍ هادفٍ
وأُجيدَ في وصفٍ و في إخبارِ
•
طالعتُ شِعرَ "أبي العلاءِ"وغُصتُ-
-في الأحداثِ والألفاظِ و الأفكارِ
•
حقَّقتُ مِنْ تلكَ المعارفِ خبرةً
تُغني وترفدُ غايتي و مساري
•
لِتُتيحَ لي تقديمَ شِعرٍ لائقٍ
وتُبيحَ لِلكلماتِ خوضَ غمارِ
•
فالشِّعرُ سُلطتُهُ اسْتباحتْ طاقتي
وأنا الضَّعيفٌ المُبْتَلىٰ بدوارِ
•
عبثاً أجدِّفُ في البحورِ بلا هدىً
وأهيمُ وسْطَ الموجِ و التّيّارِ
•
وأصارعُ الأهوالَ رغمَ خطورةٍ
وأخوضُ تَجربتي معَ الأقدارِ
•
واجهتُ سيلاً مِن مصاعبَ جمّةٍ
ومررتُ في غَدقٍ و في إقفارِ
•
ولِأنّ حُبَّ الاِطِّلاعِ طبيعتي
ذا زادَ مِن عزمي ومِنْ إصراري
•
فأخَذتُ واسْتوحيتُ بعضَ قصائدي
مِنْ مُحكمِ الآياتِ والأسفارِ
•
وكَتبتُ في وصفِ
النّساءِ وسِحْرِهنَّ
ومكرِهنَّ ، روائعَ الآثارِ
•
ولقدْ خبرتُ بِكيدِهنَّ وأنّهنَّ-
-إذا غَضبنَ غَدَونَ كالإعصارِ
•
وإذا سَعدْنَ صَدحنَ مثلَ عنادلٍ
وأجَدْنَ بالأنغامِ كالقيثارِ !!
•
وأظنُّ أنّ دِرايتي بِطباعِهنَّ -
-وفَهمهنَّ …تَتَوَّجَتْ بِحوارِ !
………………………………………..
وأنا الذي ماكنتُ يوماً طَيِّعاً
ومُهادِناً للشرِّ و الأشرارِ ..!
•
ولَطالما كُفِّرْتُ مِنْ قِبَلِ الورى
ولَطالما عُيِّرتُ باسْتهتاري !
•
بِتوافِهِ الأعرافِ في عاداتِنا
وصعوبةِ الإذعانِ و الإقرارِ
•
معَ أنّني ما كنتُ قطُّ مُشاكساً
أو مُستفِزّاً في حضورِ كبارِ !
•
لكنّني حطَّمتُ جلَّ حواجزي
ونَسفتُ آلافاً مِنَ الأسوارِ
•
حتّى تَسَنّىٰ لي خروجٌ آمنٌ
مِنْ رِبقةِ الأتباعِ و الأنصارِ !
•
وشَرَعتُ أُحدِثُ نقلةً نوعيّةً
بِتَسلسلِ الخطواتِ و الأطوارِ
•
وبدأتُ في تحديثِ بعضِ ثَوابتي
و أعدتُ صَوغَ طلائعِ الأفكارِ
•
ومَضيتُ في دربي وفكري هائمٌ
أتأمّلُ الأحداثَ بِاسْتذكارِ
•
مُستحضِراً ما كانَ مرَّ وحلَّ بي
منذُ الصِّبا ونعومةِ الأظفارِ !
•
فَاسْتوقفتْني في الطّريقِ صبيّةٌ
كأميرةٍ و تَكلّلَتْ بالغارِ
•
ألقتْ عليَّ سلامَها واسْتأنفتْ
إذْ عرّفتْ عنْ نفسِها بِوَقارِ
•
أسرَتْ فؤاديَ ، لمْ تَهَبني فرصةً
وأنا أقاومُ حُسنَها و أداري !
•
فَسقطتُ في بحرِ الهوى وغرامها
وأمامَها لمْ يبقَ أيُّ خيارِ
•
ألفيتُ فيها ما أرومُ و أرتجي
ووجدتُ في قسماتِها عشتاري !
•
هذي المليحةُ غيّرتْ لي منطقي
بعدَ الذي أبدتْهُ مِن إبهارِ ….!
•
ففقدتُ أسلحتي و مَبعثَ قوّتي
وغدوتُ أعزلَ داخلَ المضمارِ
•
وتركتُ لِلميدانِ حسمَ وقِيعتي
لمّا بدَتْ و بِحالةِ اسْتنفارِ !
•
فسألتُها ماذا يضيرُكِ أخبِري
ولِمَ انْبريتِ ؟ -و همْتُ باسْتفسارِي-
•
هلْ جِئتِ تَفتعلينَ حرباً بيننا ؟
أمْ تَسبرينَ الحبَّ في أغواري !
•
ماذا وراءَكِ ؟ أفْصِحي وتَكلَّمي
أخشى عليكِ فَداحةَ الأخطارِ
•
فالمدُّ عاتٍ و الرّياحُ شديدةٌ
والموجُ يَعبثُ في غمورِ بِحاري !
•
رَمقتْ بِنظرةِ واثقٍ وتَبسّمتْ
أضْفَتْ سَناً بالسِّحرِ والأنوارِ
•
واسْتطردتْ بِحديثِها و كأنّها
مندوبةٌ لِوَكالةِ اسْتخبارِ !…
•
ومضتْ تُباغتُني بسِحرٍ كلامِها
فاسْتدرجتْني دونما إخطارِ !
•
ما كانَ ذنبي أنْ جهلتُ مقامَها
وهي التي احْتجبتْ وراءَ ستارِ !
•
ولَربّما كانَ الجميعُ يعدُّها
لغزاً من الإبهامِ والأسرارِ !..
•
سارعْتُ فوراً لِاسْتمالةِ ودِّها
أسْمعتُها بعضاً مِنَ الأشعارِ
•
"دَوزنْتُ" نغمةَ حبِّها و مقامها
وعلى صَدى أنفاسِها أوتاري
•
أردفْتُ بالعربيْ الفصيحِ أجبتُها :
"إنّي عشقتكِ و اتّخذتُ قراري"
•
لا تَملكينَ الحقَّ في أنْ ترفضي
وتُناقشي في الحبِّ أو تَختاري
•
إذْ صرتِ أبهى نجمةٍ في عالمي
وتُواكبينَ السّيرَ ضمنَ مداري
•
قولي أحبُّكَ كي تشبَّ قريحتي
فأُجيد في غزلي و في أشعاري
•
أسْتَهطِلُ الودقَ السّخيَّ لِيَرتَوي
جوريُّ خدِّكِ مِن شذا أمطاري
•
إنّي بِحبِّكِ قدْ سموتُ إلى العلا
فهجرْتُ صَومعتي وعِفتُ مَزاري
•
ونقشتُ حبَّكِ فوقَ كلِّ منارةٍ
وكتبتُ تاريخي على الأقمارِ
•
خبّأتُ طيفَكِ في ثنايا أضلعي
و وَشَمتُهُ بِعلامتي و شِعاري
•
فأنا الكميُّ -وسِيرتي معروفةٌ-
أنا فارسٌ .. لمّا يُشَقَّ غُباري !
•
ألقيتُ ثاراتِ القبيلةِ والغوى
ومَضيتُ في دربي وفي أسفاري
•
جرّبتُ حظّي في ميادينِ الهوى
وجنيتُ ألفَ خسارةٍ و دمارِ !
•
ماذا بِمقدوري أنا .. ما حِيلتي؟
وأنا أعاني مِن قيودِ حِصاري !
•
حتّامَ أبقى مثلَ صبٍّ مُدنفٍ ؟
قَيَّدتِهِ .. بِسلاسلٍ .. و إسارِ !
•
فسَلبتِ لُبِّي قبلَ سَلبِ مشاعري
وشَغلْتِ ليلي قبلَ شَغْلِ نهاري
•
ناري اسْتحالتْ في غرامِكِ جنّةً
والحبُّ باتَ على خطوطِ النّارِ !
•
هاقدْ قَدمتُ إلى مشارفِ داركِم
وعلمتُ أنّ "الجارَ قبلَ الدّارِ" !
•
وعَزمتُ وصلَكِ ، قرِّري وتَشجّعي
إنّ الوِصالَ بِحاجةٍ لِقرارِ…
•
هيّا تعالَيْ وادْخلي في أضلعي
غُوصي بِقلبي واخْتفي وتَواري
•
واسْتأثِري ياحلوتي بِمرابعي
واسْتمتِعي بِحلاوةِ اسْتعماري !
•
كلُّ المراكبِ أُحرِقتْ وتَهالكتْ
والبحر ُعاتٍ فَارْقدي بِجواري
•
وتَوسَّدي قوسَ الوتينِ ومُهجتي
وتَسَرْبلي بالحبِّ لا تحتاري
•
وتَرفّقي بالقلبِ ، إنّهُ عاشقٌ
وحذارِ مِن هجرِ الحبيبِ حذا
رِ !
——————————————
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق