الخميس، 1 سبتمبر 2022

♥️في غمرة الأحداث♥️

الشاعر يونس ريا يكتب

 في غَمرةِ  الأحداثِ  و الأخبارِ

وتَماشِياً  معَ  صرخةِ  الشُّعّارِ

دُعِيَ الحضورُ لِنظمِ شعرٍ وازنٍ

يَرقى  إلى  شعرِ  الأميرِ  " نزارِ "

العاشقِ ال أضفى على الأشعارِ-

-سحرَ الياسمينِ  و بهجةَ النُّوّارِ 

والكلُّ  حاولَ أنْ  يواكبَ  فنَّهُ

أو  أنْ يُحاكيَ شِعرَهُ ويُجاري !

فهوَ الذي كانَ البيانُ سلاحهُ

الْمُنثال  دفقاً  مثلَ نهرٍ  جارِ

فَطَفقتُ أبحثُ في دواوينِ الهوى

ورَصدْتُ   كلَّ   وسيلةٍ   و خيارِ …

فتّشْتُ في تاريخِنا  

          العربيِّ  والآدابِ 

              في البلدانِ و الأمصارِ

وقَصَدتُ "عُروةَ"في مرابعِ شِعرِهِ

وطلبتُ خبرةَ  نخبةٍ   في  الكارِ

كَ "ابْنِ الملوّحِ وامْرِئِ القيسِ"

اللذَينِ   تَميّزا  بِروائعِ   الأشعارِ

 •

ولِأرتقي في صوغِ  نظمٍ هادفٍ

وأُجيدَ  في  وصفٍ  و في إخبارِ 

طالعتُ شِعرَ "أبي العلاءِ"وغُصتُ-

-في  الأحداثِ  والألفاظِ  و الأفكارِ

حقَّقتُ مِنْ تلكَ المعارفِ خبرةً

تُغني وترفدُ   غايتي  و  مساري

لِتُتيحَ   لي  تقديمَ  شِعرٍ  لائقٍ

وتُبيحَ  لِلكلماتِ  خوضَ  غمارِ

فالشِّعرُ سُلطتُهُ اسْتباحتْ طاقتي

وأنا   الضَّعيفٌ   المُبْتَلىٰ    بدوارِ     

عبثاً أجدِّفُ في البحورِ بلا هدىً

وأهيمُ  وسْطَ   الموجِ   و  التّيّارِ

وأصارعُ الأهوالَ رغمَ  خطورةٍ

وأخوضُ  تَجربتي  معَ  الأقدارِ

واجهتُ سيلاً مِن مصاعبَ جمّةٍ

ومررتُ  في  غَدقٍ   و في  إقفارِ

ولِأنّ  حُبَّ   الاِطِّلاعِ   طبيعتي 

ذا زادَ مِن عزمي ومِنْ إصراري

فأخَذتُ واسْتوحيتُ بعضَ قصائدي

مِنْ  مُحكمِ   الآياتِ  والأسفارِ

وكَتبتُ في وصفِ 

     النّساءِ وسِحْرِهنَّ 

           ومكرِهنَّ ، روائعَ  الآثارِ

ولقدْ خبرتُ  بِكيدِهنَّ  وأنّهنَّ-

-إذا  غَضبنَ   غَدَونَ  كالإعصارِ

وإذا سَعدْنَ صَدحنَ مثلَ عنادلٍ

وأجَدْنَ   بالأنغامِ   كالقيثارِ !!

•  

وأظنُّ  أنّ  دِرايتي  بِطباعِهنَّ -

-وفَهمهنَّ …تَتَوَّجَتْ بِحوارِ  !

………………………………………..

وأنا الذي  ماكنتُ يوماً طَيِّعاً

ومُهادِناً  للشرِّ  و  الأشرارِ ..!

ولَطالما كُفِّرْتُ مِنْ قِبَلِ الورى 

ولَطالما  عُيِّرتُ   باسْتهتاري !

بِتوافِهِ  الأعرافِ  في عاداتِنا

وصعوبةِ الإذعانِ  و الإقرارِ

معَ أنّني ما كنتُ قطُّ مُشاكساً

أو مُستفِزّاً   في  حضورِ  كبارِ !

لكنّني  حطَّمتُ  جلَّ  حواجزي

ونَسفتُ   آلافاً   مِنَ   الأسوارِ 

حتّى  تَسَنّىٰ  لي  خروجٌ  آمنٌ

مِنْ رِبقةِ  الأتباعِ  و الأنصارِ ! 

وشَرَعتُ أُحدِثُ  نقلةً  نوعيّةً 

بِتَسلسلِ الخطواتِ و الأطوارِ

وبدأتُ في تحديثِ بعضِ ثَوابتي

و أعدتُ  صَوغَ   طلائعِ   الأفكارِ

ومَضيتُ في دربي وفكري هائمٌ

أتأمّلُ  الأحداثَ  بِاسْتذكارِ

مُستحضِراً ما كانَ مرَّ  وحلَّ بي

منذُ   الصِّبا  ونعومةِ  الأظفارِ !

فَاسْتوقفتْني في الطّريقِ  صبيّةٌ

كأميرةٍ    و      تَكلّلَتْ       بالغارِ

ألقتْ عليَّ  سلامَها  واسْتأنفتْ

إذْ عرّفتْ  عنْ   نفسِها    بِوَقارِ

أسرَتْ فؤاديَ ، لمْ تَهَبني فرصةً

وأنا  أقاومُ حُسنَها   و أداري !

فَسقطتُ في بحرِ الهوى وغرامها

وأمامَها   لمْ   يبقَ   أيُّ   خيارِ

ألفيتُ  فيها  ما  أرومُ  و  أرتجي

ووجدتُ في قسماتِها عشتاري !

هذي المليحةُ غيّرتْ لي منطقي

بعدَ  الذي  أبدتْهُ  مِن  إبهارِ ….!

ففقدتُ أسلحتي و مَبعثَ قوّتي 

وغدوتُ أعزلَ  داخلَ المضمارِ

وتركتُ لِلميدانِ حسمَ  وقِيعتي 

لمّا  بدَتْ  و بِحالةِ  اسْتنفارِ !

فسألتُها ماذا يضيرُكِ أخبِري

ولِمَ انْبريتِ ؟ -و همْتُ باسْتفسارِي-

هلْ جِئتِ تَفتعلينَ حرباً بيننا ؟

أمْ تَسبرينَ الحبَّ في أغواري !

ماذا وراءَكِ ؟ أفْصِحي  وتَكلَّمي

أخشى  عليكِ  فَداحةَ   الأخطارِ

فالمدُّ   عاتٍ   و  الرّياحُ   شديدةٌ

والموجُ يَعبثُ في غمورِ بِحاري !

رَمقتْ  بِنظرةِ  واثقٍ  وتَبسّمتْ

أضْفَتْ سَناً   بالسِّحرِ  والأنوارِ

واسْتطردتْ بِحديثِها و كأنّها

مندوبةٌ   لِوَكالةِ    اسْتخبارِ !…

ومضتْ تُباغتُني بسِحرٍ كلامِها

فاسْتدرجتْني دونما  إخطارِ !

ما كانَ ذنبي أنْ  جهلتُ مقامَها 

وهي التي احْتجبتْ وراءَ ستارِ !

ولَربّما كانَ  الجميعُ  يعدُّها

لغزاً  من  الإبهامِ والأسرارِ !..

سارعْتُ  فوراً  لِاسْتمالةِ  ودِّها

أسْمعتُها  بعضاً   مِنَ  الأشعارِ

"دَوزنْتُ" نغمةَ حبِّها و مقامها

وعلى  صَدى  أنفاسِها   أوتاري

أردفْتُ بالعربيْ الفصيحِ أجبتُها :

"إنّي عشقتكِ و اتّخذتُ قراري"

لا تَملكينَ الحقَّ  في أنْ ترفضي

وتُناقشي في الحبِّ أو  تَختاري

إذْ صرتِ أبهى نجمةٍ في عالمي

وتُواكبينَ  السّيرَ  ضمنَ مداري

قولي أحبُّكَ كي تشبَّ قريحتي

فأُجيد في غزلي و في أشعاري

أسْتَهطِلُ الودقَ السّخيَّ لِيَرتَوي

جوريُّ خدِّكِ مِن شذا أمطاري

إنّي  بِحبِّكِ  قدْ سموتُ إلى العلا

فهجرْتُ صَومعتي وعِفتُ مَزاري

ونقشتُ حبَّكِ فوقَ كلِّ  منارةٍ 

وكتبتُ  تاريخي   على  الأقمارِ       

خبّأتُ طيفَكِ في  ثنايا أضلعي

و وَشَمتُهُ   بِعلامتي  و شِعاري

فأنا الكميُّ -وسِيرتي معروفةٌ-

أنا  فارسٌ .. لمّا يُشَقَّ  غُباري !

ألقيتُ   ثاراتِ   القبيلةِ  والغوى 

ومَضيتُ في دربي وفي أسفاري

جرّبتُ حظّي في ميادينِ الهوى

وجنيتُ ألفَ  خسارةٍ  و دمارِ !

ماذا بِمقدوري أنا .. ما حِيلتي؟

وأنا أعاني مِن  قيودِ  حِصاري !

حتّامَ  أبقى مثلَ صبٍّ مُدنفٍ ؟

قَيَّدتِهِ ..   بِسلاسلٍ  .. و  إسارِ !

فسَلبتِ لُبِّي قبلَ سَلبِ مشاعري

وشَغلْتِ ليلي  قبلَ  شَغْلِ نهاري

ناري اسْتحالتْ في غرامِكِ جنّةً

والحبُّ باتَ على خطوطِ  النّارِ !

هاقدْ قَدمتُ إلى مشارفِ داركِم

وعلمتُ  أنّ "الجارَ قبلَ الدّارِ" !

وعَزمتُ وصلَكِ ، قرِّري وتَشجّعي

إنّ   الوِصالَ   بِحاجةٍ    لِقرارِ…

هيّا تعالَيْ وادْخلي في أضلعي

غُوصي بِقلبي واخْتفي وتَواري

واسْتأثِري  ياحلوتي  بِمرابعي

واسْتمتِعي بِحلاوةِ اسْتعماري !

كلُّ المراكبِ أُحرِقتْ وتَهالكتْ

والبحر ُعاتٍ فَارْقدي  بِجواري

وتَوسَّدي قوسَ الوتينِ ومُهجتي

وتَسَرْبلي  بالحبِّ  لا تحتاري

وتَرفّقي  بالقلبِ  ،  إنّهُ  عاشقٌ

وحذارِ مِن هجرِ الحبيبِ حذا


رِ !

——————————————

د.يونس ريّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق