قصص شعريه للاطفال والفتيان بقلم الشاعر محمد عصام علوش
(قِـصصٌ شِعـريَّةٌ للأطفالِ والـفـتـيـان)
ـ الـنَّسـرُ الـمُـتَـكَـبِّـرُ يَـقـعُ في الـفَـخِّ ـ
وقـفَ الـنَّـسـرُ في الطُّـيـورِ خـطـيـبـا بعـدَمـا حَـطَّ فوق غـصنٍ طَروبا
قــــالَ إنَّـــــا نـجـــــوبُ أنَّــى أرَدنـا عجَـز الـوحشُ مـثـلـنـا أنْ يَجـوبـا (1)
قــدْ غــزَوْنـا مـنـافــذَ الجَـوِّ شـطَّـتْ فـفـتـحــنـا أفْـقَ الـفـضاءِ رحـيـبـا
(2)
إنَّ فـيـنا ـ نحن الـنُّسورَ ـ لـعـزمًا لـمْ يكـنْ في الـنَّجاحِ يَـوْمًـا كَـذوبـا
مَـن رآنـا ـ وهَــمُّــنـا في الأعـالي ـ ســلَّــــمَ الأمـــرَ لِـلـقــويِّ مُـنــيــبـا
(3)
نحـــن أبــنـاءُ هِــمَّـــةٍ لا تُـجـارى مَن تحـدَّى فسوْفَ يـلـقى الكــروبـا
(4)
فـلـنـا الـمُــلــكُ مـا حَـيــيــنـا وإنَّـا قـدْ حـكَــمْــنـا قــبـائـلًا وشُـعــــوبـا
فسرى الرُّعبُ موغِلًا في الطُّيـورِ وتـفــشَّى بـهِـــمْ رُهـــابُ الــنُّـسـورِ
(5)
كـيْـف لـلـطائـرِ الضَّعـيـفِ حـياةٌ كـيْـف يـنجـو من الأذى والـشُّرورِ؟
هـلْ سيـغـدو على الـدِّفـاع قـديـرًا هـلْ يَـردُّ الـصَّغـيـرُ ظُلْـمَ الـكـبـيـرِ؟
مَن لِـفرخٍ بـيْنَ الغـصونِ تـوارى مَـنْ لعُـشِّ الزَّرزورِ والـعُـصفورِ؟
(6)
كــانَ لا بـدَّ مـن حكـيــمٍ خـبــيـرٍ ينـصحُ الطَّـيْـرَ في عـظـيمِ الأمورِ
كــانَ لا بــدَّ مِــن فِــــداءٍ وبَــذلٍ كــانَ لا بـدَّ مـــن كِـــفــاحٍ مَـريـرِ
لا يَـردُّ الـهَــوانَ غـيْـرُ شـهــيــدٍ بـائـــعٍ نـفـسَـه فِــداءَ الـمَــصـيـــرِ
نـظـرَ الـطَّائـرُ الـحـكـيــمُ مَـلِــيَّـا فـرأى الـفـخَّ قـابـعًـا فـي الـظِّــلالِ
كان فـخًّـا قـدِ اصـطـفـاه قـديـمًـا قـانـصٌ لـلـنُّسـورِ بـيْــن الـرِّجـالِ
(7)
قـالَ هـلْ لـي حـمــامـةٌ تـتـبــدَّى قـربَ هـذا الـشِّـراكِ في كلِّ حـالِ
(8)
سوف تغـدو هي الشَّهـيـدةَ فـيـنـا إنَّ دمَّ الـشَّـهـيـد في الـبَـذل غـــال
ثـمَّ هـاتوا مِـن الغـصونِ نضيـرًا وأهـيـلـوا الأوْراقَ فـوْق الـرِّمــالِ
(9)
عـلَّ هـذا الـظَّـلـومَ يـســقـط فـيهِ ويُـلاقي جــــزاءَ أهْـــلِ الـضَّـلالِ
فـأتــاه مـن الحَـمـامــات عَـشْــرٌ إنَّ هـــذي مَــســـيــرةُ الأبْـــطــالِ
أرسـلَ اللهُ عـاصــفًـا مِـن ريـاحٍ قـدْ تـوالـتْ مُـنذُ انْـبـلاجِ الـصَّبـاحِ
أزَّ فـيـهـا الـعُـتُـوُّ أزًّا رهـــيــبًــا يـتـعـالى عـلى الـرُّبــا والـبـطـاحِ
(10)
ليْس فـيها سوى هَـريـرٍ خَـفـيـتٍ لكــلابٍ قـدْ أضربـتْ عـن نُـبـاحِ
(11)
سكـن الـبـردُ في العِـظامِ فـأفـنى بعـضَ مَـن كان يَزدري بالـرِّياحِ
(12)
وسرى الجوعُ في البطون شديدًا كان في النَّسْرِ كالحِمى المُستباحِ
(13)
فـرأى تِـلْـكُـمُ الحـمـامـة حـامَـتْ أسفـلَ الـدَّوْحِ مـالَـهـا مِـن سِـلاحِ
(14)
فهــوى نحــوَهـا هُــوِيَّ غــبيٍّ صـاده الـفـخُّ مـثـخَـنًـا بـالجـراحِ
(15)
معاني الكلمات الغريبة:
(1) نجوب: نقطع وننقَضُّ. أنَّى: أين.
(2) شطَّتْ: بَعُدتْ. رحيبًا: واسعًا فسيحًا.
(3) منيبًا: مطيعًا.
(4) الكروب: الهموم والأحزان.
(5) رُهابُ: خوفٌ ورعب.
(6) توارى: اختبأ.
(7) قانص: صيَّاد.
(8) تتبدَّى: تظهر.
(9) نضيرا: غضًّا طريًّا زاهيًا.
(10) أزَّ: صَوَّتَ. العُتوُّ: الشَّدَّة ومجاوزة الحدِّ. الرُّبا: المرتفعات. البطاح: السُّهول.
(11) هرير: صوت الكلب بدون نُباح.
(12) يزدري بالرِّياح: يحتقرها ويَستخفُّ بها.
(13) الحِمَى المُستباح: الوطنُ المحتلُّ.
(14) الدَّوْح: الشَّجَر الكثيف الملتفُّ الأغصان.
(15) مثخنًا بالجراح: جراحه بليغة.
محمد عصام علوش
20/9/2022م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق