. ثورة العقل قصيدة بقلم الشاعر د.ابراهيم الفايز
ثَوْرَةُ الْعَقْل
للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
عَرَفْتُكَ بالدَّلِيلِ فَهِمْتُ شَوْقَاً
فَماذا لَوْ رَأَيْتُكَ في عُلَاكَا
عَرَفْتُكَ في حَنَانِ الْأُمِّ تَحْنُو
وَكَادَ الإبْنُ يَقْتُلُهَا هَلاكَا
عَرَفْتُكَ في نِظامِ الْكَوْنِ يَجْرِي
على نَسَقٍ بِأَمْرِكَ في سَمَاكَا
عَرَفْتُكَ بالرِّياحِ تَسُوقُ غَيْثاً
فَيَنْبُتُ في مَرَابِعِها الْأَرَاكَا
عَرَفْتُكَ تُكْرِمُ الْأَبْرارَ رِزْقَاً
وَتَرْزُقُ مَنْ عَصاكَ وَمَنْ جَفَاكَا
وَمَنْ يُعْطِي كَجُودِكَ مِثْلَ هذا
وَفَضْلُكَ قَدْ حَوَى هَذى وَذَاكَا
عَرَفْتُكَ بالَّذِي مَلَأَ الْبَرَايَا
خَطَايَا ثُمَّ تَابَ وَقَدْ أَتَاكَا
عَرَفْتُكَ لا يَحِدُّ مَدَاكَ حَدٌّ
وَلا يَدْرِي سِوَاكَ مَدَى مَدَاكَا
فَأَنْتَ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ
وَلا شَيْءٌ كَمِثْلِكَ أَوْ حَوَاكا
عَرَفْتُكَ واحِدَاً في كُلِّ أَمْرٍ
فَجِئْتُكَ سَاجِدَاً أَرْجُو رِضَاكَا
وَجَدْتُكَ مُشْرِقَاً في كُلِّ رُوحِي
وَقَلْبِي لا يُحِبُّ سِوى هَواكَا
وَإِنَّكَ بِالدَّلِيلِ جَعَلْتَ عَقْلِي
يُناجِينِي وَيَطْمَعُ في حِمَاكَا
وَيَنْزِفُ خَافِقِي أَلَمَاً إذا مَا
أَتَيْتُكَ كَيْ أَراكَ فَلا أَرَاكَا
فَأَعْرِفُ أَنَّ في قَلْبي حِجابَاً
مِنْ الأَدْرَانِ لا يَرْقَى سَمَاكَا
فَأَبْكِي غَفْلَتِي وَأَلُومُ نَفْسِي
وَهَلْ تُغْنِي الْمَلَامَةُ مَنْ عَصَاكَا
عَدَلْتَ فَكانَ حُكْمُكَ لا يُجَارَى
وَمَنْ أَقْوَى إذا بَطَشَتْ يَدَاكَا
فَلَوْ حَسُنَتْ مَقاصِدنا بِخَيْرٍ
لَمَا طَحَنَتْ مَجَامِعَنَا رَحَاكَا
وَلكِنَّا بِسَوْءتِنَا أُخِذْنَا
جَهاراً ليسَ يَعْلَمُهُ سِواكا
وَكُلٌّ بين َ كافِكَ كانَ أَمْراً
وَنونِكَ لا يَحِيدُ لِغَيْرِ ذَاكَا
لَقَدْ أَبْصَرْتُ نُورَكَ في فُؤادِي
وفِي عَقْلِي فَأَبْهَرَنِي سَنَاكَا
وَهامَ الْقَلْبُ في ذِكْرَاكَ حَتَّى
تَرَى دَقَّاتَهُ قُلِبَتْ عَرَاكَا
فَإِنْ يَصْفُو يَراكَ بِلا حِجَابٍ
وَإِنْ يَخْبُو ضِياهُ فَلا يَرَاكَا
فَمَا أَغْناكَ يا رَبِّي إذا ما
سَهَا قَلْبِي تَراهُ وَقَدْ نَساكَا
دَعَوْتُكَ مِنْ عَذابِكَ أَنْ أَجِرْنِي
فَإنِّي لا أُطِيقُ لَظَى جَفَاكا
وَجِسْمِي مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ أَضحى
كَعُودٍ جَفَّ لا يَقْوَى
حَرَاكَا
...................................…………..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق