اذا كان صحوي قصيدة بقلم الشاعر شيت العساف
إذا كان صحوي مع الأمسيات
وكانت عيوني تريد السهر
وصار اشتياقي لقصف الرعود
قرينًا لخوفي بوقع المطر
فقد سار ليلي مع العاديات
خيولًا تنادي لنيل الوطر
فأسلمتُ نفسي لنيل الخمول
وضاع المساء بأحلى الصور
وضاعت بجوفي بقايا الكلام
وسارت لهمّي صروف الدهر
وأسدلت شمسي لليل طويل
أنادي خيالي للثمِ القمر
وأبقى أسيرُ مع الأمنيات
لعلَّ الخيال يذيب الحجر
لأكتب فيه صراع النفوس
وأرسم فيه شواطي البحر
ففيم الفرار من النائبات
وفيم الصعود بأعلى الشجر
وفيم نهاب صعود الجبال
أليس حريا ركوب الخطر
ومن كان يسمو لنيل الجنان
فليست خطاه بمنأى حذر
فإن خطاه غدًا تلتقيه
بنارِ سموم بأدنى سقر
يراودني السير نحو الجبال
لأحضن منها شعاع القمر
وأكتب فيها مع الأمسيات
بأني مللت زواد السفر
وقد حان نومي فدعني أنام
وأرسم بالطيف أحلى صور
عن العشق في غابةِ الأمنيات
وعن شمّ عطر يلاوي الزهر
فقد فارقت تحت جنح الظلام
أسارير روحي بنيلي وطر
من الغيد تحت غثاء السيول
وعن لثم ثغر تراءى صخر
لأبعث فيها حياة الخيول
فصهل لشوقٍ بلثمِ الثغر
وأودع أيامي البائسات
من الجهل دومًا بلون القمر
لأني أراه بوجه الحبيب
وما عاد يعزف لحن الوتر
بوسط الازيز وتحت المطر
لنا من دموع الاسئ منهمر
وفوق الربا ضاع منا الكلام
وسارت الينا بيوت الشعر
فللبدو لحن بنعت الشياه
وللقرم سيف يداني الخطر
ولي وسط هذي الدنا غاية
بان احظ منها بلوغ الوطر
بليلة همس فلي امنيات
الست قرينا لبعض البشر
اذا لم اكن شاديا في السماء
فلست نعيقا ولست الزجر
اهيم بليلي وابكي وحيدا
واكتب شعرا حديد البصر
عن الغيد حين ارتقاب الصباح
عن التوق دوما للقيا البشر
وارسم بالطيف وجه الحبيب
وادني شفاهي للثم الثغر
ولكن صهوات خيلي عطاش
وليست مياهي سوئ من نزر
اذا ماتنادت الئ الامنيات
تركت الحقول لادن القفر
فقد ضاع مني الهوا والشباب
ولم يبق فيها دنو الخطر
دعيني وشيبي فما من زهور
تضوع بعطر لكهل عبر
اذا كنت تهوى صليل السيوف
وكانت بلادك وسط المطر
فجرد سيوفك نحو الغزاة
وعانق خيول العدا بالغمر
واسرج من الليل خيلا دهام
وحاذر سلوك طريق الحذر
فمن خاف يوما صهيل الخيول
سترديه جفلات ذاك الخور
إذا ما دنَت صاهلاتُ الخيولِ
وبانَت عجاجًا وقدحَ الشَّررْ
فقد آن للسَّيف أن يستفيقَ
من النَّومِ دومًا بطرفِ الحجَر
لأنَّ المماتَ بطردِ الغزاةِ
مماتٌ شريفٌ يداني الفَخرْ
ودربُ المعالي سبيلُ الأباةِ
ولحدُ الشُّموسِ مماتُ الصَّقرْ
وما الموتُ إلا غدًا نلتَقيهِ
ففيمَ نَخافُ سلوكَ الخَطرْ
وفيمَ التَّمائمُ والأمنياتُ
وفيمَ ارتِقابُ بزوغِ القَمرْ
وما دامَتِ الأرضُ منها خُلقتُ
ففي جوفِ أمِّي يكونُ المَقرْ
وما دامَ خَلقي بماءٍ وطينٍ
فأنّي قريبٌ لكلِّ البَشرْ
اذا ما رمتك المنئ من جنان
واردتك فيما دهئ من شرر
وادمت من الضرب في وجنتيك
وسارت اليك اكف البشر
فهييء خيولا من المكرمات
واسرج جوادك نحو الظفر
فما الخوف الا يليه الرجاء
وما الفخر الا دنو الخطر
فربك يدنيك نحو الجنان
اذا ما سلكت سبيل الحذر
من الذنب والاثم والموبقات
ومن اثم شرك عظيم الضرر
ومن سل سيف بظلم وجور
وكذب وغدر وسير لشر
فتلك لعمرك شأن الطغاة
ومن كان خلا لأدنئ سقر
وما السقم الا جلاء الذنوب
وما عاد من لم ينله السفر
فلا تخش من صاهلات الخيول
اذا ما تدانت وسهم غرر
فان الحياة لها غايتان
سلوك المعالي ونيل الظفر
وما الموت الا غدا نلتقيه
ولم يكتب الله خلد البشر
بل الخلد روض بأعلئ الجنان
الهي فاجعله لي مستقر
الهي اجرني من المهلكات
فان طريقي بعيد السفر
شيت العساف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق