أيَّتها الساكنةُ
أيَّتها الساكنةُ في السَّحابِ ...
المتخفِّيةُ وراءَ الضَّبابِ ...
أيَّتها الإلهةُ المتواريةُ
في قدسِ أقداسِ الحبِّ...
لا يصلُ إليكِ فكرٌ
ولا يطالُ مقامَكِ إحساسٌ ...
هناك في معبدِ العشقِ الأبديِّ
ترتفعُ إليكِ ابتهالاتُ العاشقِ المتيَّمِ ...
أنت في عالمِ الخفاءِ تعيشينَ ...
في العالمِ اللآمنظورِ تختبئينَ ...
لكنَّكِ في كلِّ مكانٍ
وفي كلِّ آنٍ تتواجدينَ ...
ولو كنتِ وراءَ آفاقِ الكون تتستَّرينَ...
من أقامكِ في هيكلِ الأقداسِ ربَّةً
أضاعَ طريقَ الوصولِ إليكِ ...
أقامكِ وراءَ الحجُبِ
طهَّركِ من أدناسِ الأرضِ ....
وفي غيبوبةٍ مُسكرةٍ تاهَ
نسيَ دروبَ معبدِكِ ...
راحَ يحومُ كفراشةٍ حولَ وهجِ ضيائِكِ ...
لا تخافي أنتِ تسكنينَ في الضَّبابِ ...
في الخفاءِ في خدرٍ من أخدارِ السَّماءِ ...
حتى هو المعذَّبُ المتيَّمُ المُعنَّى
لم يعدْ يُدركُ عنكِ شيئاً ....
مهما اشتدَّتْ به الآلامُ
وكوَتْهُ نيرانُ الشَّوقِ
لا يتجاسرُ الاقترابَ من معبدكِ المقدَّسِ
يخافُ أن يحترِقَ في إشعاعِ ووهجِ روحِكِ ...
عيشي في طمأنينةٍ وسلام ...
مهما تغزَّلَ وتشبَّبَ لا يصلُ إليكِ
غيرُ بخُّورِ عشقِهِ وغرامِه ...
لا يسعُهُ إلاَّ أن يتشبَّبَ ويرفعَ إليكِ
ابتهالاتِ حبِّهِ وتراتيلِ هيامِه ...
أنتِ محصَّنةٌ بألف ألفِ حجاب ...
اعذريني رفيقةَ روحي إذا ما هبَّتْ
عواصفُ الشوقِ وتفجَّرتْ براكينُ الحنينِ
فتغزَّلتُ وتشبَّبتُ .....
وذرفتُ دموعَ اللهفةِ والشَّغفِ والولعِ
حتى لو وصلتْ إليكِ آهاتُ
وأنينُ قلبي العليلْ
لا تبالي فعذابُ الحبِّ ....مقدَّسٌ وجليلْ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق