وعلى الدُّروبِ رسائلٌ قدْ أُودِعَتْ
في عُهدةِ التّدبيرِ والإيلافِ
وصَهيلُ شوقٍ واستِعارُ عواطفٍ
وحُقولُ حبٍّ بانتظارِ قطافِ
وطرائفٌ ومتاعبٌ وهواجسٌ
وبذورُ أحلامٍ ونبضُ قوافي
وتَداعياتٌ واعترافاتٌ غدتْ
تحتاجُ لِلتّحليلِ والإنصافِ
مِن أجلِ جَسرِ مواقفٍ بينَ الألى
قدْ شُتِّتُوا إثرَ اندلاعِ خلافِ
ولَكَمْ تَمنّى المُخلصونَ توافقاً !
بينَ الخصومِ لِخدمةِ الأهدافِ
وِفقَ اتِّفاقٍ مُنصِفٍ لِسوادِهمْ
مِن غيرِ إسفافٍ ولا إجحافِ
لكنَّ كلَّ الأمنياتِ تَكسَّرتْ
وتَناثرتْ في أبحرٍ ومرافيْ
بالرّغمِ مِن أنّ الطُّموحَ مُسايرٌ
ولِمنطقِ المُتغيِّراتِ مُوافِ
وطلائعُ الأحلامِ رغمَ تنوُّعِ-
-الأعراقِ والأديانِ والأطيافِ
بدأتْ تُوحِّدُ نبضَها وتُعيدُ-
-تقطيراً لِكلِّ عُصارةٍ وسلافِ
وغدتْ مَعيناً يَستقي منهُ الورى
ومَحطَّ أنظارٍ أوِ استهدافِ
فالشّربُ مِن ماءٍ أجاجٍ ليس مثلَ
النّهلِ مِن ماءٍ قراحٍ صافِ
…
تَبّاً لهذا الدّهرِ أضحى قاسياً
والنّاسُ فيهِ بِحالةِ استنزافِ
لكنّما الآمالُ رغمَ مرارةِ
الظَّرفِ العصيبِ و رِبقةِ الأسلافِ
مادامَ يَحدوها الوِفاقُ ولا تَني
تَسعى لِوصلٍ أو لِلثمِ ضفافِ
لابدَّ أنْ تَحظى بِغايتِها وتُلقي-
-بالحديثِ القاصرِ السَّفسافِ
في سلَّةِ النّسيانِ بينَ التُّرهاتِ
وتَهتدي بالجوهرِ الشَّفَّافِ
فالقلبِ مِن فرطِ المواجعِ والأسى
قدْ ضاقَ بالأوهامِ والأحلافِ
"والنّصحُ كانَ بناقةٍ"فيما مَضى
تَبتاعُهُ نُخَبٌ مِن الأشرافِ
والكلُّ يَسعى لاجتذابِ نصيحةٍ
ويرومُ لو تَرتادُهُ وتُوافي !
لكنْ غَدا لغواً وحشواً فارغاً
لِتغيُّرِ العاداتِ والأعرافِ
…
فَتَعاطَ أطرافَ الأمورِ بِحكمةٍ
مِن غيرِ إسرافٍ ولا إسفافِ
لاشيءَ يُقنعُ في الحياةِ بلا رِضا
ومعَ القناعةِ كُلُّ شيءٍ كافِ
والجرحُ مَهما أَنتنتْ أطرافُهُ
فَلهُ الدّواءُ المُستَطَبُّ الشّافي .
—————————————
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق