(رسالة إلى حورية البحر)
ابحرْ.... إلى أينَ يا حُوريةَ البحرِ
وقاربي عالقٌ في قبضةِ الجزرِ
لا مدَّ مدَّ إلينا اليوم أذرُعَهُ
وقامَ يَنشُلنا مِن وَضعِنا المزري
ولا هُنالكَ مِن موجٍ لِيقذفَنا
نحو السحابِ وينجينا مِن الطمرِ
لم تلمسِ الريحُ مِن عَقدين أشرِعَتي
ولم تُداعبْ رمالي نسمةُ الفجرِ
مُحاولاتي بِشقِ اليمّ إنتَكَستْ
فكيفَ أجتازُ هذا الأسرَ لا أدري
وكيفَ أُبحرُ والمجهولُ يَلحقُني
بالبؤسِ والهمِ والاحزانِ والفقرِ
وأينَ أُبحِرُ قولي كي أعومَ لها
نصفُ الجهاتِ سَميناتٌ مِن القَهرِ
ماذا سأفعلُ لا ميناءَ يَقبلُنا
أنا وقارِبِي المرمي في الحَظرِ
ولا شَواطئَ ترضى أن نَخوضَ بِها
أو فوقَ صَحرائِها الزرقاءِ أن نَجري
كَلاجِِئَينِ وَمَنبُوذَينِ تَرفُضُنا
كُلُّ البحارِ بلا ذنبٍ ولا وزرِ
حتى قَراصِنَةُ التهريبِ قد رَفَضَتْ
نَقلي سَفينَتُهُم مِن حظّي المرّ
أوس الهلالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق