الأستاذ الشاعر طالب الفريجي يكتب رائعته
عندَ الرحيل
أما أدركوا إني سقيمٌ مُتيَّمُ
ومُذ رحلوا ما زلتُ بالطيفِ أُغرَمُ
وفي خافقي منهم تثورُ بلابِلٌ
وتنهشُ مابينَ الأضالعِ أسهُمُ
كأنَّ شغافَ القلبِ في القلبِ مَوقِدٌ
يشبُّ وفي الشريانِ يُذكى ويُضرمُ
متى أبعدوا والروحُ تعدو بإثرِهِمْ
وذكراهمُ بينَ الضّلوعِ تُخيّمُ
متى هجروا فالدربُ ضمَّ رسومَهمْ
وأصواتُهمْ كالعندليبِ ترنِّمُ
وفي كلِّ خطوٍ أذهلتني حكايةٌ
تسرُّ وأخرى للحشاشةِ تحطمُ
وضحكتُهمْ أمّا سمعتُ بهمسِها
أموتُ وأحيا ثمَّ أبكي وأبسمُ
فقد سكنوا قلبي وعاثوا بنبضهِ
فما عدتُ أدري كيف يجري بهِ الدمُ
وما عدتُ أدري كم بقيتُ مُساهراً
كأنَّ انطباقَ الجفنِ ليلاً مُحرّمُ
لقد سرقوا صفوَ الحياةِ و غادروا
وما ودّعوا حينَ الرحيلِ وسلّموا
وقدْ حطّموا حُصني بمعولِ هجرِهِم
أسالوا دمائي دونَ ذنبٍ وأجرموا
طالب الفريجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق