الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

الشاعر والقصيد قصيدة الشاعر الاستاذ خالد خبازة ♥️

 الشـــاعر ... والقصيـــــد

قصيدة من ثاني البسيط .. و القافية من المتراكب

دعِ الفؤادَ  و ما يهوى له القدرُ

لن تمنعَ الغيث حيُثُ الغيثُ ينهمـرُ

كـم كان  يخشى الهوى والقلبُ في سفـرٍ

حـتى أتاهُ الذي يخشاهُ والسفـر

آليت  أنأى عن الأحبابِ لي نُذُرٌ

فمـا أفـدتُ  ولم تشـفعْ ليَ النذر

لملمتُ أمتعتي  أشكو الهـوى قـدَري

فما انتفــــعتُ ولـم يسعفنيَ القدر

أبعد خمسينَ يأتيهِ الهـوى سرعـًا

قــد ملـَّه الشيبُ  حتى ملـَّه العمـر

هيهاتَ ينفعُ في ردِّ الهوى حذرٌ

لـوكانَ ينفعُ في ردِّ القضـا الحذر

....

بمهجتي شادنًا أهـوى تمـرُّده

يعاندُ الشوقَ في قلـبي  ويعتذر

بمقلتي .. من هـواهُ راحَ يحرقني

يقـدُّ من كبدي الحـرّى ويعتصـر

أكلما عصفت ريحُ الفؤادِ هوىً

يكادُ قلبيَ في جنبيَّ  ينفطر

أعالجُ الوجدَ في قلبي فيخذلني

ولاعجُ الوجدِ في الأحشاءِ يستعر

......

في خاطري شاعرٌ أشكو الزمانَ له

يطيبُ لي في هواهُ الوجدُ والسهـر

كقابسٍ في الدجى ضاقَ الفضاءُ به

تنادمت في هواهُ الأنجمُ الزُّهـر

أومدلجٍ في صحارى الليلِ عانقه

شهبُ السماءِ ووجهُ الأفـقِ معتكر

لكم عبرتُ إليه كـلَّ مهلكةٍ

وكم سلكتُ .. فهانَ المسلكُ الوعر

في مهمهٍ..عصفت ريحُ الشمالِ به

ما للحياةِ على أطرافهِ أثـر

دخلتُ جنته خضـراءَ  زاهيةً

تُسقى من الروحِ .. لا ماءٌ ولا مطر

نظرتُه .. وبياضُ الصبحِ معتكـرٌ

ورحتُ أرنو.. ولمـَّا يتعبِ النظر

فذقتُ من خمرِه الصهباءَ صافيةً

لم يعتصر قبله من مثلها بشر

.....

يا نسمةً مـن شذى فجـرٍ معطـرةٍ

تغفـو على لجةِ النجـوى فتستعـر

لطالما رسمَ التاريخُ أحرفَها

وصاغَ أبياتَهن السوسنُ العطر

منابعُ للهوى والسحرِ ما نضبتْ

فيها المعاني  ولا جفـَّت بها الفكر

تسرمـدتْ في مدى التاريـخِ شعلتُها

حتى تناثرَ في دنيا الهوى الشـرر

فأفردتْ من سنا الماضي جدائلـَها

جداولا فـي سنا التاريخِ تنهمر

إن كان أسـرجَ في سفرِ الهوى شهبـًا

فكيـفَ في سفـرِه لا يُسـرَجُ القمـر؟!

...........

تـثاءبِ الليل فالنجمات حالمة

تمشي الهوينى وشمسُ الفجـرِ تنتظر

وشاعرٌ.. صاحبته نجمةٌ عبـرت

تـرافصُ الفجرَ ..لايصحـو به قمر

صـاغَ الزمانُ له  تيجانَ مملكـةٍ

من القوافي غِـذاها الفكـرُ والعبـر

يعاقرُ الليـلَ في ترجيعِ قافيـة

وطالمأ شاركاهُ الوجـدُ والسهـر

يستقطرُ الحرفَ خمرًا ، والبيانَ سنـًـا

في أكؤسٍ من رحيقِ الحرفِ .. يعتصر

سلافةً  أسـكرَ التاريخَ عاصرُها

فكيف من خمـرِه لا تسكرُ العصر

تفاعلت في أتونِ الشوقِ أحرفُهـــــا

وأشعلت مجمـرًا بالوجـدِ يستعر

فـــي حلكةِ الليـلِ .. لا تعجب تألقه

فالفجرُ يولدُ  حيثُ الليلُ يُحتَضَـر

.........

يعطيـكَ  مشرقةً في بوحِه ، صورًا

كأنما انبثقت من روحِه  الصـور

يهوى البيانَ وأغوته معاجمـُه

وراح يمتحُ منها عاشـقٌ بطــر

وغاصَ في لجةٍ تزهـو الكنـوزُ بها

فاستُخرِجت من محاراتِ النَهى الـدرر

لطالما .. صفقت كفُّ الزمانِ له

كأنما جاءَه التاريخُ يعتذر

كأنما الدهـرُ مرهونٌ بقافيةٍ

فليس يطربُ إلا حين تستعـر

...

نرنو بآذاننا يشدو على وتـرٍ

فتُمعـنُ العين ، حتى يرتوي النظـر

كأنما الأذن قـد تاقـت لرؤيته

حتى تصارع فيه السمع  والبصـر

....

ما لليالي تغالي فـي تعنُّتها

ما آن يسطعُ في ديجورِها قمر ؟ا

لولا القوافي التي هيَّجنَ لي شجنـًا

ما كان مجتمعٌ يزهـو ويزدهـر

وكيف يرقى إلى العلياءِ مجتمعٌ

غالي الطموحاتِ إن لم يرتقِ الفكر

.....

أفدي القريضَ إذ اهتزَّتْ ركائزُه

في مدلهمٍّ من الأنواءِ  يُحتضر

سـرت ركائبُه في مهمهٍ عفنٍ

يستنجدُ الوحيَ  حيث استفحلَ الخطر

أليس من فارسٍ للشعرِ مرتجلٍ

يعيـدُ للشعرِ أمجادًا وينتصـر

....

يا دوحةً  في رياضِ الشعـرِ باسقةً

يزهـو القريضُ بها عطرًا  فينتشر

يا سرحةً  حملتها الروحُ فانطلقت

و قد تلألأ فيها الوجدُ والفكر

تطاولت في سما الوجدانِ أفرُعُها

وأثمرت حكمـًا ، فاسّاقطَ  الثمر

لــولا القـريض  ولـولا رجع قافيـةٍ

ما كان في الكـونِ لا لحنٌ  ولا وتـر

اللاذقية 2002


خالد ع خبازة

اللاذقية / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقاء الألفة قصيدة الشاعر سليمان شاهين ابو اياس ♥️

 .............. لِقاء الأُلْفَة .............. ياصَحْبُ هاقد جِئتُ مِن مِصيافِ      لِربوعِ  حِمصَ   البَرَّةِ   المِضيافِ أقبلتُ  والأشواقُ...