الْمنْغِصات..
ماتَ الضَميرُ وَقَدْ دُفِنْ
مِنْ دون غَسْلٍ أوْ كَفَنْ
في بُرْكَةٍ فيها نَمَتْ
كُلُّ الْطحالِبِ والعَفَنْ
هُدَّ الْبِناءُ وما بَقىٰ
غَيْر الْمَصائِبِ وَالْمِحَنْ
فإذا احْتَمَيْتَ بِظلّهِ
تُكْوىٰ بِنيرانِ الشَّجَنْ
لَمْ يَبْقَ غَيْر هَواجسٍ
في الصّدْرِ تُنْهِشُ وَالْبَدَنْ
وَالْمُنْغِصاتِ وَنارِها
وَأمَرُّ مِنْ ذاكَ الْوَهَنْ
لاتأمنَنّ بِظالِمٍ
فبِهِ بِلادُكَ تُمتَهَنْ
فَالظّلٰمُ مَطْرَقَةٌ بِها
تَهْوي عَلىٰ سورِ إلْوَطَنْ
في رَوْضِهِ يَنمو الأسىٰ
رَغْماً عَلىٰ أنْفِ الزّمَنْ
الظُلْمُ لُقْمَةُ جائعٍ
مِنْ ثَغْرِهِ سُلِبَتْ فَجَنْ
الْأُمْنيات بِصَدْرِهِ
في السرّ تُقْتَلُ والعَلَنْ
إنْ ماتَ ماتَ بِحَسْرَةٍ
أوْ عاشَ يَصْرَخُ أوْ يَإنْ
الْمُوجِعات تَساقَطَتْ
في كُلِّ بَيْتٍ كَالْمُزَنْ
فالحاكمُ المسؤولُ في
يَدِهِ قوانينُ الأمِنْ
فَلَهُ انْتِزاعُ الْروحِ أوْ
سَلْبُ الْتأمُلِ وَالسَّكَنْ
وإذا يَشاءُ فَكُلّ شَيْ
يءٍ مُلْكَهُ وبِلا ثَمَنْ
وإذا تَراكَمَ مالُهُ
يَزْدادُ في خَلْقِ الْفِتَنْ
الْظُلْمُ لَدْغَةُ عَقْرَبٍ
تَسْري بِأعْضاءِ الْبَدَنْ
سَلْبُ الْمُواطِنِ حَقَّهُ
لَمْ يَأتِ في كُلِّ السننْ
يا أيُّها الْمَسؤولُ إنْ
سَتَغُرُّكَ الدُّنْيا فَلَنْ
تَبْقىٰ طَويلاً عِنْدَها
تُفْنىٰ وَيطْويكَ الكَفَنَ
وَيقال ماتَ ضَميرُهُ
قَبْل الْمَماتِ وَقَدْ دُفِنْ
فَاعْلَمْ بِأنّكَ في الْحَيا..
..ة بِكُلِّ أمْرٍ تُمْتَحَنْ
فَأذا نَجَحْتَ فَجَنّة
فيها تَعيشُ بِلا مِحَنْ
وَإذا فَشَلْتَ جَهنمٌ
تُصْلىٰ بِها طول الزّمَنْ
حافظ لفتة عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق