بدرٌ تربّعَ في يدي
في مقلتيَّ وفي اليدينِ دلالُ
تمّت بحضرتِكِ هنا الأحوالُ
مثلُ المها تلكَ العيونِ فيا لها
من أحرفٍ في وصفهنَّ تقالُ
نهضت أحاسيسي وبانت لوعتي
وتبرعمت في قلبيَ الآمالُ
لم أستطع وصفَ العيونِ ولم أزل
متحيّرًا فيما يقولُ البالُ
وحملتُكِ في راحتيَّ كوردةٍ
فبكِ يطيبُ الحملُ والأحمالُ
أحييتِ أرضَ مودّتي وسقيتِها
بالطلِّ قد رجعت بكِ الأطلالُ
وثبَ الجمالُ بوجهِكِ فأذابني
وهناكَ يفعلُ ما يشاءُ الخالُ
أرأيتِ مطلعَ قصّتي وحكايتي
أأنا ختامُكِ أم أنا استهلالُ
فلقد تغيّرَ رونقي وبشاشتي
وبدا كصحراءٍ هناكَ الحالُ
أسرعتُ نحو عيونِكِ لم أرعوِ
فلقد تبيّنَ في الخطى استعجالُ
بالحسنِ فاضت ساعداي وراحتي
وهنا تبدّى من يديَّ جمالُ
هزّت عيونُكِ مهجتي وقريحتي
وعدا عليَّ بلحظِكِ الزلزالُ
وتفتّحت كلُّ المشاعرِ جملةً
وتكسّرت من حسنكِ الأقفالُ
غنّى الصباحُ لضحكةٍ عفوّيةٍ
وتراقصت حبًّا لكِ الآصالُ
صبَّ الجمالُ بريقَهُ في وجنةٍ
وله لحسنِ نضارةٍ ينثالُ
الحاجبانِ تعانقا في مهجتي
وبها الملامحُ تُضربُ الأمثالُ
ذهبٌ ملامحُها كأنَّ كلامَها
كنزٌ وعملتُهُ بذاكَ ريالُ
خللٌ أصابَ أناملي فتلعثمت
وأزالَ كلَّ تعقُّلي الخلخالُ
كتبت يداي قصيدةً بمجيئها
وتعطّرت مسكًا لها الأقوالُ
بدرٌ تربَّعَ في يديَّ جمالّهُ
وعلى الفؤادِ وحبِّهِ يحتالُ
فلقيتُ وسطَ عيونِها أرجوزةً
حبٌّ هنا وسطَ الفؤادِ حلالُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق