ربيبة الحسن
""
ربيبة حسن ربات الخدور
تراءت بين ولدان وحور
تحاكيَ كوكب الدرىّ لمّا
تبدّا الطيف من خلف الستور
كما المشكات لمّا إن تبدّت
ومصباح يشعشع مثل نور
فريدة عصرها في كل حين
مع الأمّار تسكن في القصور
بحسن قد تساما في الأعالي
لها الأعلام ترفع في العصور
تمنطق خصرها الفتّان شالٌ
وثوب مخمليٌّ كالحرير
وراح العطر يعبق من سناها
يعمّ البيد أو حتّى البحور
يفوح النرجس النسرين لمّا
يحرّكه الهوى وقت السحور
رياح الند تهمي من هواها
وريحان تضمّخ بالبخور
أهيم بحبها في كل حيٍّ
وإني في هواها كالأسير
بكفّيها تكفكف كل دمع
همى من عين صبٍّ كالغدير
فمن تهتانها تُسقى الندامى
بكاسات من الجام الكبير
كمرآة تُرى في أمِّ عين
وما لها في العوالم من نظير
بعين الطفل طفل راح يحبو
برابية تهزّه في السرير
وراح الشب يسهر في الليالي
إلى أن شاب في العقد الأخير
وتصرخ أين أحبابي فإنّي
أنادي القوم من فوق الثغور
ربيبة حسن يوسف في زماني
أنا ست المحاسن والبدور
هلمّوا أقبلوا لبّوا ندائي
لتحظوا بالسعادة والسرور
محمود علي علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق