الاثنين، 2 أكتوبر 2023

سني العشق قصيدة الشاعر سيد حميد الجزائري

 سنيِّ العشق


أشوقُكِ يا دعيدُ اليومَ شافي

وهل حبٌّ لك في القلبِ صافي


جرى دمعٌ على ورقي فسجّى

بحورَ الشعرِ وانتابت قوافي


سني العشقِ لم تمطر علينا

وقلبانا هنا وسطَ الجفافِ


فلا سبعٌ من البقراتِ ملأى

سوى سبعٍ مررنَ من العجافِ


جعلتُ القلبَ مرعاكِ فهيّا

دعوتُكِ لو رضيتِ الى ضفافي


سأترُكُكِ مليكتَهُ فقرّي

به عينًا ولا مني تخافي


فإنّي الضيفُ في قلبي وأنتِ

رأفتِ لطارقٍ أو مستضافِ


أتيتُكِ بُحتريًّا حين ألقي 

قصائدَكَ كدعبلَ والرصافي


أنا أخشى إذا لم تستردّي

نياقَ الحبِّ يا دعدُ انكشافي


تظاهرتِ اللواعجُ واستبانت

فما أمسى من التّحبابِ خافي


فأمسى القلبُ صومعتي وإنّي

 أصلّي في المقامِ وفي الطوافِ


فإن أُخفِ على دعدٍ غرامًا

فهذا الوجدُ لم يُخفِ اعترافي


فكم أَلفَت قوافي الشعرِ مني

لما أدعو الى نبذِ الخلافِ


فما عطفت وما عكفت لتحنو

على القلبِ المبعثرِ والمدافِ 


حبوتُ لزهرةٍ لكنَّ شوكًا

بها أمسى يقاطعُ إلتفافي


وكم عصفت أعاصيرٌ بقلبي

فما تلقى به غيرَ الأثافي


جمعتُكِ من بحورِ الشعرِ سفرًا

وما عندي له غيرَ الغلافِ


أحاطت في متيَّمِكِ حسانٌ

ألم تَخشي عليّ من انجرافِ


يلوجُ القلبُ في وسطِ اصطلامٍ

وقلبُكِ في أوارِ الحربِ غافي


فلو أنَّ الشموسَ رأت حبيبًا

تشتّتَ، ما تفوقُ من انكسافِ


وقعتُ بصيدِها والرمحُ عندي

فلم أنجُ على رغمِ احترافي


وجدتُ القلبَ في دعدٍ عنيدًا

فما في وسطِهِ إلا التشافي


ولو رجفت زهورُ القلبِ عندي

فهذا لم يكن إلا ارتجافي


وإن رفعت حروفُ الجرِّ اسمًا

وإن نقمت على اسمٍ مضافِ


سأجعلُ من حروفِ الضادِ عرسًا

تزغردُ يومَ صيحاتِ الزفافِ


وأنحرُ كلَّ حاءاتٍ وباءٍ

 وأجعلُ بعضَها مثلَ الخرافِ


فإن تقبل تركتُ الكافَ حتى

تناديني آلا يا حبَّ كافي 


وأفتُكُ في عروضِ الشعرِ فتكًا

وأملؤها بكسرٍ أو زحافِ


فإنّي جنةُ الفردوسِ هيّا

فلا حزنٌ عليكِ ولا تخافي


وإنّي كأسُكِ الأوفى فذوقي

فما أحلى شفاهُكِ في ارتشافي


ومن ثمرٍ تدلّى منه قلبي

ومما في السلالِ فمن قطافي


فذي دعد أناديها فقالت

ملأت شواغفي كثرَ الهتافِ


أراكَ تباطأت نبضاتُ وجدٍ

ولم تشفق على القلبِِ المرافِ


فخذ ضغثًا من التحبابِ واضرب

به قلبًا ليغمرني التعافي

 

وحبُّك لا يكن إلا ثقالًا

ولا تنفر وأنتَ من الخفافِ


سيبقى حبُّها المعقولُ هذا

يُحدَّدُ بالنزاهةِ والعفافِ



بقلم سيد حميد عطالله الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقاء الألفة قصيدة الشاعر سليمان شاهين ابو اياس ♥️

 .............. لِقاء الأُلْفَة .............. ياصَحْبُ هاقد جِئتُ مِن مِصيافِ      لِربوعِ  حِمصَ   البَرَّةِ   المِضيافِ أقبلتُ  والأشواقُ...