نقش على جبين القمر
أو
دوح على سطح القمر
قصيدة من البسيط .. و القافية من المتراكب .. أنشرها كاملة
سما ليلحقَ بالعليـــــــــــــــــاءِ فاتَّصــــــــلا
و جاوزَ الشمسَ حيــنًا .. و اعتــلى زُحَــلا
سعــتْ بــه للعلى أنــــداءُ قافيــــــــــــــــــةٍ
حـــتى إذا سابقتــه النــيراتُ ، عـــــــــــــلا (1 )
كم داعَبـتْهُ نسيمــــاتُ الضحى ، فمـضى
شوقـًا.. يُضـاحــكَ أزهــارَ الرُّبـــا خجِــلا
معانقـــًا في الـــــدُّجى لألاءَ نيـِّــــــــــــــرةٍ
والعتــمُ كحَّــلَ جــفنَ الأفــقِ .. فاكتـــحــلا (1)
يمشــي .. تحـفُّ بــهِ مــــنْ كلِّ فـاتنـــــةٍ
مَشيَ الغــويِّ .. إذا داعبْنـَـــهُ .. ثمـــلا
يرشُفنَ منـــــهُ سلافــــًا .. وحيَ ســاحرةٍ
أهدتْ لـه من معـــينِ الحــرفِ .. ماغَفَــلا
قـــد حمَّلتــــه المعـــالي كلَّ غــــــــــاليـــةٍ
وكم تنــاثرَ ما قــد حــازَ .. أو حَمــــــلا
حازَ الهـوى .. والمعاني الغـــــرَّ ممـلكــةً
والحبَّ والـــوحيَ والإلهـــامَ .. والأمـَـلا
دوحٌ .. ترنَّحَ من سكــرٍ ، وقـــد هتــــفتْ
لهالقــوافيَ ..هـــكَ الحرفَ .. فاعتـــــدلا (2)
نشــوانَ .. يشــربُ من زقِّ ، و من ألـَـق
.يعـــبُّ من خمــرةِ الحرفِ الـــذي ثمــلا (3)
..........
طِرفٌ يراهنُ ساحـاتِ العلى .. فمضى
يسابقَ الريحَ .. فانــــــــداحتْ له خجـلا (1)
فاستنبتَ الحــبَّ من أزهـــــــارِ قافيـــة
ليوقدَ الفكــــرَ في ساح النــهى شعــــلا
ويقطــــــفُ الأحـرفَ الزهــراءَ أغنيـــةً
راحت تسـابق لحنًا .. مـترفًا غــــزِلا
يعـــــالجُ الحـــرفَ ، فالأفكار محكمــةً
فـان أطلـَّـت على وجـدانـِـــه .. اخـــتزلا
يجلو الغبـــــارَ عليــها .. و هي تائهـــــةٌ
فان أفاقتْ .. أضافَ الخمــــرَ و العَسَـلا
حـتى اذا روَّض المعــنى و أخرَجَهــــــا
ريـانةً .. ذهبــــتْ أبياتـُــــها مثــــــــــــلا
رسَــتْ على شاطئ الوجـــدانِ ،مهجتـُـُه
تمضي الى عــالمٍ ..هيـّــــــا لـها السُبــلا
غفت على لجـَّــةِ الأشــــــواقِ أغنيــــةً
تسامر الـوجدَ بالحلمِ الذي اكتَمـَـــــلا
يُغالـِبُ النفسَ ..حينًا .. في تـواضُعِهِ
فكلَّما صعـدتْ نحـو العـلى ..نــزلا
...
يُعطي ويوصِلُ كــنزًا من فرائـِـدِهِ
وللمعــاليَ ما أعطى .. وما وصلا
أعطى البلاغَةَ سفـراً.. والبيانَ رؤىً
و النثرَ ريحانـً .. والشعرَ كأسَ طلى
فأسكرَ الفـكرَ من صهبـاءِ قافيـــــةٍ
ومتـَّعَ العقـلَ والآذانَ .. والمُقـــــلا
وربَّ ســوسـنةٍ في الروضِ تسألُه
أليسَ يعصرُ راحَ الحرفِ ؟ قـال بلى !
سرتْ بــه ، في الليــالي الـدُّهم هِمتـُه
يسعى الى قــدرٍ .. نحـو العلى وصلا
إيمانُه بالقوافـي ، بــعضُ شــرعتـِــهِ
.كأنما أصبحتْ في شـرعِـهِ ، نِحـلا
فجالَ في طـــــرقِ الإلهامِ منتشيـــــــًا
ليستــحمَّ ينـــورِ الفــــكرِ .. مكمـتـــلا
غـــــافٍ عــلى سُــدَّةِ التاريـــخِ متــكئًا
عــصا الزمـانِ .. ويسعى فيـه مُنتقـلا (4)
....
جَونٌ من السُّحب جابَ الأفق و انتقلا
و سابق الريح حتى عانقت زحــــــلا
و أطلق الروح في أنســـام قافيــــــة
لمــــّا أعــــاد الى أبياتها الأمـــــــلا
يتيــــهُ فـــوقَ المعاني ، وهي غافيـةٌ
.بـينَ الحروفِ إذا ما أوقِظتْ .. صقلا
سفينــةً في خِضـمِّ المَـوجِ عانقَهـــــــا
هُـوج الرياحِ ولولا الوجـد .. لن تصلا
حــتى إذا بلـــغتْ .. شطــآنَ قافيــــــةٍ
أرســى قواعدَها .. واسـتنبطَ العـِللا
في غَيهبٍ .من معينِ الشعرِ ضمـَّخها
ندى القوافي ..فأغنى العارضَ الهطـلا (5)
.....
تَعـــلو الى شاهقٍ في الحق - همتـُـهُ
إلا إلى بــاطلٍ .. إمّـا دعــاه ُ.. فـــــلا
يصــوغ بالحـــرفِ عقـدًا من لآلِئــــه
ومـن ثغــورِ العـذارى نمـَّقَ الجُمــلا (6)
حـتى اذا استُـنفِرَت أسبابُها .. ضُبـطت
أبيـاتها صوراً .. واستُكمِلت ..عقـــلا
فان بـكى حـرقةً من دهــِه .. ضحِكت
لـه القـوافي.. فصاغَ العِقــدَ.. وارتجلا
نارٌ وبـركانُ .. إن فجَّرتَ ثـورتَه
على العِدا.. وسـلافٌ الحب إن ثملا
هــو الهــزارُ .. إذا هيجتـه شَجَنـــًا
وان ترفَّقتَ .. كانَ الحـبّ و الغـزلا
هـذا الـذي دوَّخ الدنيـــــــا بقافيـــــةٍ
فـكيفَ تُنــكرُه يومــًا .. إذا رحـــلا
.............
خالد ع . خبازة
اللاذقية
المفردات
1- النيرات : مفردها نيرة .. أي النجمة .. و المقصود .. نجوم السماء
2- دوح : الدوح .. مفردها دوحة .. و هي الشجرة الكبيرة الباسقة و الوارفة يستظل به .. من اي نوع من الشجر كانت
هاك : اسم فعل أمر بمعنى .. خذ .
3- زق : الزق .. وعاء للخمرة ...
يعب : من الفعل عبَّ أي شرب دون تنفس .
4- سدة التاريخ : أي باب التاريخ
5- العارض الهطل : السيل العارم .. و المقصود به هنا .. الشعر بشكل عام
6- نمق : .. التنميق : النقش و التزيين .. و نمّق : نقش و زيّن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق