اعترافٌ
الحِبْرُ يَجْرِي مادِحا بنفاقِ
والشِّعْرُ يكذبُ خادِعا أوراقِي
لم يبقَ مِنِّي غيرُ إِفْكِ مُنافِقٍ
والعُمْرُ وَلَّى ضاعَ مِنْهُ الباقِي
إني مدحتُ ولستُ أنْكِرُ أنَّنِي
كُنْتُ الجبانَ مُكَبَّلًا بِوَثاقِ
ولَكَمْ مدحتُ جَهُولَ قومٍ فاسقا
ذيلتُ مَدْحِيَ دائما بِعِناقِي
ووصفْتُهُ بجميلِ وَصْفٍ زائِفٍ
ومَدَحْتُ فَسْلًا فاسِدَ الأَخْلاقِ
هو قُنْفُذٌ أَوْ فأرةٌ في حُفْرَةٍ
وَجَعَلْتُ منْهُ كبيرَ قوْمٍ راقِي
الجُبْنُ أضْعَفَ صولَتِي ومقالَتِي
هَلْ صِرْتُ مِعْوَلَ هادِمٍ لرفاقِي؟
ياويحَ بَعْضِي قدأُصِيبَ بِمِعْوَلِي
فأصبْتُ مِنِّي صاحبا بنفاقِي
لَمَّا مَدَحْتُ الفاسقينَ ذمَمْتُهُ
وجَعَلْتُ مِنِّي تابعَ الفُسَّاقِ
ولكم حَلَمَتُ بأنْ أكونَ كشاعِرٍ
حُرَّ اللسانِ ولستُ كالأبواقِ
أو كُنْتُ عنتَرَةَ البيانِ بشِعْرِهِ
في الحقِّ أبدو وارِفَ الأعْناقِ
ياليتَنِي ماكنْتُ جِئْتُ إلى الدُّنا
ماكُنْتُ عِشْتُ مُكَبَّلا بِنِفَاقِي
الحُرُّ يكتبُ ما يريدُ كشاعِرٍ
إنَّ اليرَاعَ الحُرَّ حَقًّا راقِي
الطائر المهاجر
د. ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ١٠ / ٦ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق