..... أتاقك الهجرُ ......
أتاقكَ الهجرُ أم أزرى بِك الوطنُ
أم هبَّت الحَربُ في طيَّاتِها الفِتَنُ
يا منْ رَكِبْتَ بِحاراً لستَ تأمنَها
أَزَجَّكَ الريحُ ام اكدَتْ بِك َ المِحنُ
يا لائمي إنَّنِي في مَوطني تَعِبٌ
وما رأيتُ الهنا قد هَدَّني الزَّمَنُ
لا خيرَ في الدَّار إن أزرَتْ بساكنها
وكلُّ ماءٍ يُرى في رَوضِها أَسِنُ
صارت من الشَرِّ كالقفراء مُقحِلَةً
َمَحْلٌ فَلا خَضِرٌ فيها ولا فَنَنُ
وَالله ِلولا حبيب القلبِ في بَلَدي
لكنت ُأوَّلَ من ساحُوا وما سَكَنوا
والآن ما ظلَّ لي خِلٌّ يُؤانِسُني
أحبابُ قلبي وصَحْبي في الحَصا دُفِنوا
أخفي الأسى ودموعُ العينِ تفضحني
ما نامَ طرفي وقدْ أودى بهِ الوسنُ
أموتُ جوعاً وَكُلُّ الخيرِ في وَطَني
أَمْسى كَضِرْعٍ ولَمْ يَدْرُرْ بِهِ اللَّبَنُ
وإنَّ كُلَّ ذِئابِ الغاب تنهَشُهُ
بهِ الرِّعاء أمام الذئب قَد جَبُنوا
دارُ الخِلافةِ منْ بغدادَ قد ذَهَبَتْ
لا الشَّامُ أمنٌ ولا مصرٌ ولا يَمَنُ
حَسَدْتُ كُلّ امريءٍ قد ماتَ مِنْ أمَدٍ
وَما رأى كيف قد أزرى بنا الوطَنُ
شاعر البيداء/سعود أبو معيلش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق