🌺🌼ا🌺🌼
شعر الحسن عباس مسعود
✒️💙✒️💙ا✒️💙💚✒️
تـبعثرت يـا سـحرُ من أرضِ بابلْ
ووهـمـك أغــرق حـتى الـجداول
تــلـوَّت عـصـاك فـهـام الـحـيارى
وألـقـوا ثـعـابينهم فــي الـمحافل
يــريـدون ســعـدا بـألـفـي شـقـاء
ويـرجـون خـلدا عـلى عـمرِ زائـلْ
فـيـقـظانهم فـــي مــنـامٍ عـمـيـقٍ
ونـائـمُـهـم حَــــذِرٌ مــثـل قــائـلْ
أطــحـتَ بـريـحـك جــوَّ الـخـيامِ
وزهــوَ الـقـصورِ وطـيبَ الـمنازلْ
وكــــلُ صــبــاحٍ يــطــلّ ولــيــدا
ولــكــنـه فـــــي الـنـهـايـة آفِــــل
لـقـيتُك يــا شـعـرُ تـشـجِي زمـانا
ويـطـربُ مـنـك صُــدَاح الـبـلابل
فـــذاك يــدشـنُ فُــلـكَ الـقـصـيدِ
وهــــذا أتــانــا بــقـولٍ يـسـاجـل
وذلــــك يــزهــو بــمـجـدٍ قــديـمٍ
وتــلـك تُـحـيـي نـضـالَ الـقـبائل
بــكـى هـــؤلاء رثـــاءا وشــكـوى
وأجـهشَ مـن ضاع بين الفصائل
فـسـافرتُ بـيـن الـفـضا والـغـمامِ
وأوغلتُ حتى اخترقت المجاهل
نـفضت هـموما عـن القوم تطغى
وخـلـصتُ مــن عـبئها كـلَ كـاهل
غــرسـت مـحـبتهم فــي فــؤادي
وروّيــتـه كـــأسَ غــيـثٍ ووابــل
فــأغـرق حـلـمـي بــكـاءٌ وســيـل
أريـح الأسـى جـففت عـهد بابل؟
فــأنـقـاضُ مــجـدٍ كـبـيـرٍ عـتـيـدٍ
وأطــلالُ يــومٍ إلــى الـلـيل آيــل
فــتــاةٌ عــلـى وجـنـتـيها بــخـورٌ
وخلف المساءات تُخفي الجدائل
وصــقـرٌ يـعـشـشُ بـيـن الـحـمامِ
ولـم يـعلُ إذ صـارَ كـالفرخِ هادِل
نـسوا مـن زمـان صـليلَ السيوف
ويـطـربـهم صـــوتُ نــردٍ ونــادِل
عـلى كـل حـين نـرى الخيرَ يزهو
وتــشـرق عــبـر الأثـيـرِ الـسـنابل
ومـــا امـتـلأت بـالـكثيرِ الـبـطونُ
ومــا شـبـعت بـالقليلِ الـحواصل
أسـافـرُ نـحـوك فــي الـمـستحيل
وأكــسـرُ كـــل حــجـابٍ وحــائـل
لأشــهـد فــيـك أسـاطـيـرَ مــجـدٍ
عـلـيـها تــوالـت ألـــوفُ الـقـبائل
أمـا كـنت تـمضي بركبِ اليمينِ؟
فـكـيف تـفـرّقت بـيـنَ الـشمائل؟
ومـا استيقظت من سبات عميق
عــلـى نــبـأ مـسـتحيل و عـاجـل
يـقـول أتــى الـمـوت فـظا إلـيكم
فــفـروا فـــرار الـظـبـا والأيــائـل
وتـخـنـقـه عــبــرة مــــن هــمـوم
تـخفّي لـظاها وتـخشى الـقلاقل
كـأنـي ركـبـت عـلـى الـبحر فـلكا
وتــاه الـشـراع ولــم ألـقَ سـاحل
أو انـــي ولـــي نـاقـة مــا وردنــا
لـتـطفي صـدانا كـؤوس الـمناهل
فــيـا إخــوة الـضـاد كـنـا كـطـود
ورفـعـتـنا فـــي ســمـو الـمـنـازل
ويـحـسـبه الـمـجد بـيـتا ويــأوي
فـيـسـكـنه بــيـن أهـــلٍ بــواسـل
وأذكــر قــد كــان فــوق الـمعالي
تــغـازلـه فـــي هــواهـا الـعـنـادل
فـكيف بدا في الحضيض المهين
يــــــداه مــكــبـلـة بــالــسـلاسـل
بـحـثت فـلم ألـق قـومي وأهـلي
وثــار الـتـأسي يـسـوق الـرسائل
فـبـالـكـاد لــمـا فــركـت الـعـيـونَ
كــأنـي رأيـــت هــمـوم الأصـائـل
فـطـالـعت أم الـحـضارات تـبـكي
بـكاء الـمجانين فـي وجـه عـاقل
أتــاك رحـيـل ومــا كـنـت راحــل
وتـمـضي بـركبك أم كـنت راجـل
فـإن جـئت لـلبؤس تـأتي وحيدا
وإن لاح نــصــر فـألـفـا مـنـاضـل
يــجــادل عــنـهـم بــــوادٍ ونــــادٍ
ويـــوم الـتـنـادِ فـعـمـن يــجـادل
فــتــلـك قــنــاة تــبــث الــرزايــا
وتـهـدم فـيـنا الـعـرى والـشـمائل
وتـقـصد فـيـنا التواريــــخ حتى
لذي يـــزن ثـــم بــكـر بــن وائــل
ونــحـن نــيـام عــلـى بـئـر نـفـط
وكــنـز ثـمـيـن عـظـيـم وحــافـل
بــراقــش لــمـا أتــونـا اشــرابـت
لـتـهدي إلـيـنا الأســى والـمَـقاتل
وقــالـوا ســنـزرع حـقـلا نـضـيرا
لـيـأكـل مـنـه الــورى والـرواحـل
سـنبني لـكم قـصر عـدل وقـسط
ولــم نــر غـير الـردى والـمقاصل
فـفـي يـدهـم غـصـن شـوك ألـيم
وأخـــرى تـجـرب فـتـك الـقـنابل
ويــجــهـل نــيـتـهـم كـــــل غــــر
وكـــل الـــذي بـالـحقيقة جـاهـل
فـكـانـت عـدالـتـهم بـئـس حـكـم
ومـيـزانـهم لــلـورى كـــان مـائـل
وقـد صـار قـومي قـدور المآسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق