ماوراء الاسى قصيدة بقلم الشاعر نبيل ابو تمام الفيروز
....... ما وراء الأسى.....
يا بلادي وفيكِ أشكو اغترابي
شاب رأسي ولم أزل في شبابي
أصبح البومُ راقصاً في سماها
وغدا العزفُ في نعيق الغرابِ
وعزا الوردُ ما به من ذبولٍ
وانقراضٍ لسوءِ حملِ الترابِ
أي دمعٍ وأي بحرٍ وشعرٍ
سوف يُفضي عن حرقتي وانتحابي
ما لهذي المياهِ صارت أجاجاً
وهمى الملحُ من بطون السحابِِ
كلما طفتُ باحثاً عن معينٍ
عدتُ واليأسَ ظامئاً نحو بابي
لي جناحانِ أُوثقا في قيودٍ
كلما رمتُ وجهةً أمسكا بي
يا بلادي كلُّ جسمي ندوبٌ
كيفَ تُغضينَ حين أنضو ثيابي؟
أخبريني أكان لي فيكِ حقٌّ؟
أم أنا فيكِ دونَ أدنى حسابِ ؟
ربما أنتِ لا تقولين شيئاً
غير أني سمعتُ أقسى جوابِ
هل لداري عليكِ سقفٌ سليمٌ
يحجبُ الشمسَ أو يقي من (حَبابِ)؟*1
هل لخطوي عليكِ نفعٌ فإني
منذ وعيي أسير دونَ اقترابِ؟
ودروبي ما بين شوكٍ ووحلٍ
وامتدادٍ مبهرجٍ بالسرابِ
كم تصنّعتُ بسمةً بيد أني
زدتُ نزفاً على زوايا اكتئابي
هكذا كنتِ يا بلادي وكنا
بين جنبيكِ في صميمِ العذابِ
* الحباب: الطل
19/9/2022
أبو تمام نبيل فيروز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق