لعوبات النت قصيدة بقلم الشاعر عمر بلقاضي
لعوبات النّت
عمر بلقاضي / الجزائر
***
لمْ ترحَمي شَيْبِي ولم تتفضَّلِي
أشكو إليك صبابتي فتُؤوِّلِي
وينامُ قلبُك في السَّلام وفي الهَنَا
ويبيتُ قلبي شاكياً من مَقتَلِي
أغرامُكنَّ تردُّدٌ وتبدُّدٌ
وصدورُنا تغلي كغلْيِ المِرْجَلِ
فإذا ابتعدنا جاءَ مِنكنَّ الهوى
وإذا اقتربنا حلَّ نكْثُ المَغزِلِ
وكأنَّكنَّ اللّاعباتُ بما طَوَى
جَوْفُ الفؤادِ المُستنيرِ المُقفَلِ
وكأنَّكنَّ القاتلاتُ بِحيلةٍ
يَشقى بها في النَّاسِ كلُّ مُغفَّلِ
يا غادةً بلغتْ مِنَ السِّنِّ الذي
يكفي لذكرِ مَصيرِها المُستعجَلِ
أتنافسينَ الحِبَّ في قلبٍ صَبَا
(ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأوَّلِ)
تأبى سِنينُ العُمْرِ في صِدْقِ الهَوَى
أنْ أُسْتَزَلَّ إلى السُّلوكِ المُخجِلِ
تأبى العقيدةُ والشّريعةُ والهُدَى
ميلَ الفؤادِ إلى انْحرافٍ مُوغِلِ
إنَّا إذا صِحْنَا يَخِفُّ عَناؤُنا
فكَتبتُ أشكو ما يُزعزعُ مَعقِلِي
فلترحلي إنَّ البلادَ عريضةٌ
فيها مُرادُ النَّفس فلْتتعجَّلِي
أمَّا أنا فالشَّيْبُ أوْهَنَ صَبْوَتِي
سَكنتْ رُضوضُ العالَمينَ بِمِفْصَلِي
والسِّنُّ ينهى فالقبورُ قريبةٌ
إنِّي سألتُكِ بالهدى أن تَرْحَلِي
***
يا لاعباتِ النَّتِّ لَسنا لُعبَةً
إنا هُدِينا بالكتابِ المُنْزَلِ
وسبيلُنا في العيشِ نهجُ مُحمَّدٍ
صلَّى الإله على الحبيبِ المُرْسَلِ
قد يضعفُ القلبُ الشَّغوفُ فَيحتَفِي
يوماً بِحَرْفِ مَليحةٍ أو يَخْتلِي
لكنَّه أبداً فلن يَرضَى الخَنَا
والله ُيهدي المؤمنينَ ويَبْتلِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق