د. محمد جقاوة يكتب رائعته
تراتيل لعشق بين ضرامين ..
.
ـ إلى فاطمة الزهراء حوتية
.
لا أكتبُ المــدحَ إرضاءً لسلطان
و لا أجـــامل بالأشعار أزمــــاني
.
فــــــما أرى غير أقــــزامِِ تحرّكها
ريح العـمالة فـي أحشاء أوطاني
.
باعــــــوا عــروبتنا بالدّونِ ضارعة
و مــــا ثنتهمْ عن الإجرام أحزاني
.
هـذا الشتاتُ نصالُُ في خواصرنا
نخبَ الهزائم تحسو نزفنا القاني
.
و ما أفقنا نخـــــــال الصّرّ يجرفنَا
أنسامَ صيفِِ هوتْ تقبيل أفنان
.
يا عاشقًا وحدة العربان تنشدها
قد أعدموها فما تُصغي لولهان
.
أنا العــــروبة أشـــــــــلاءُُ ممزّقةُُ
قومي الهباءُ وعهرُ العصرِ أرداني
.
كلّــــــي جـروحُُ تبيتُ الليل نازفةً
تضخّ سقْما على إيقاع أشجاني
.
خان الدعــــــاةُ لدين اللـه ملّتهُمْ
كـــم يسفكون دما إفتاءَ شيطان
.
المشعلون ضرامَ الحربِ من سفهِِ
والبائعون هــوى الأقصى بأثمان
.
الدّينُ صلحُُ و لَــمُّ الصّف ذروتُهُ
و الحبّ غايتُهُ الأســمى ببرهان
.
أنا العـــروبةُ في أسمالِ بائسةِِ
أنّى التفتُ سدوفُ الذّل تغشاني
.
والفارس الشّهم هذا الغيبُ يحجبه
طال انتظاري وعذبُ الحلم أضناني
.
كالشمس ينشرُ نــورُ الحقّ مبتسمًا
طارتْ بـــه مهــرةُُ تزري بضمران
.
أنسابُه طَهرتْ مـــــن كـلِّ شائبة
ليثُ العــــــروبة موصولُُ بعدنان
.
نجـــــلُ الحسين بكلّ النّبل متّصفُُ
حبّي حسينًا وربّ الناس عنـــــواني
.
زهــراءُ ردّي عسى الأوصاب تفلتني
و يفلتُ الضّــرّ أحشائي و وجداني
.
عينـــــــــاك مملكةُُ بالحبّ طافحةُُ
الشّعرُ ألـويتي و الزّهــــر تيجاني
.
والعرش حُسْنُُ قوافي الشعر ترفعه
ما مثلُ عـــرشك يا زهــــراءُ أغواني
.
للعرْبِ عشقي وهمْ بشري ومحزنتي
أنا المشــوق و صرمُ الحبلِ أضناني
.
لو كنتُ من أمَّ هــــــــذا الجيلَ أنقذُهُ
هدي الرّسولِ سَنَا قفري و عمراني
.
أقــدّسُ العــدل بين النّــاس أنشره
و أقـهر الظّلـم مزهــــــوّا بقـــرآني
.
و الكادحون عــمادُ الأرض أرفعهُمْ
هـــــــم النُّجومُ بهـــمْ يختالُ ميداني
.
نبلاً أصــــافي من الأعوانِ أصدقهمْ
فالصّدقُ ركـــــْزُُ بهِ وثّقْتُ إيمـــاني
.
مــا غيرُ ما يرهبُ الأعــداءَ يشغلني
نيلُ السّلامةِ مـرهــــــــون بنيــراني
.
قلبي الرّحيـم .. فكلُّ الناس أُكْرِمُهُمْ
والطّير تهنأ فـــــي أفقي و شطـآني
.
إلاّ المحـــارب .. لا قـــــرّتْ مضاربُهُ
أنا القضاءُ وأهـــــلُ الشّر خصياني
.
زهــــــــراءُ ردّي فهذا الليل يقتلني
بؤسًا و ذي وحـدتي الصماء تنعاني
.
د. محمد جقاو
ة
منقحة في: 29/08/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق