الاثنين، 11 يوليو 2022

قصيدة أنا الوطن للشاعر سيد حميد

 * أنا والوطن*


لم تبقَ إلا صرختي ودموعي

وتُركتُ مثلَ غصيِّنٍ مقطوعِ


عصفت رياحُ الدهرِ حتى قلَّبت 

من ذا اليمينِ إلى الشمالِ فروعي


وكأنّني في الحلمِ منذُ ولادتي 

بينَ الظما أجري وبينَ الجوعِ


وهناكَ في فصلِ الشتاءِ بربوةٍ 

بالفأسِ أحفرُ حفرةً لربيعي


واريتُ صبحي والضّحى وظهيرتي 

واريتُ من ليلي الطويلِ هزيعي


واريتُ سيفي في الوغى ولأجلِهِ 

واريتُ في وادي الدموعِ دروعي


مثلَ الاثافي ما تزالُ مدينتي 

طللًا قديمًا قد رأيتُ ربوعي


خلفَ الهلالِ هناكَ يُصرعُ موطنٌ

لمّا نظرتُ لموطني المصروعِ


من يومِها تجري الدموعُ بحرقةٍ 

فتمرُّ في أثرِ الجوى الموجوعِ


يتحكَّمُ الأوغادُ حتى أنّنا

ها قد رأينا سطوةً لوضيعِ


في كلِّ زاويةٍ دموعُ يتيمةٍ

أوَما كففتَ سياسةَ الترويعِ


الموتُ يخرجُ كالنباتِ بأرضهِ

قد كان صنفًا من نوًى مزروعِ


عاري الجذورِ فلم ألاقِ تربةً

تحمي هناك من المصابِ جذوعي


فوقفتُ أحرقُ كاهلي وبقيَّتي

أسرفتُ في الديجورِ كلَّ شموعي


لمَّا ارتفعتُ فما يهمُّ تفرُّدي

بل كانَ يشغلُهم هناكَ وقوعي


لمّا اختفيتُ فما يهمُّ تستُّري 

فيخيفُهم وسطَ الحياةِ ذيوعي


أعلنتُ في كلِّ الأمورِ تفوِّقي 

فأغاضهم صيتي وثَمَّ شيوعي


ياموطني فلقد رأيتُكَ فارسًا

أقوِ بصنديدٍ بها وضليعِ


أَفِلت نجومُ مجرَّةٍ وتقزَّمت 

لمّا أشرتَ لضوئِها الموضوعِ


صلتُ الجبينِ فلا تهزُّكَ  صرصرٌ

ما كنتَ يومًا في قلًى وخنوعِ


لامستَ أعنانَ السماءِ بقوَّةٍ

في منزلٍ عالٍ بها ورفيعِ


لا القيظُ يسلبُكَ الإرادةَ لا اللظى 

لم تنكمش من صرصرٍ وصقيعِ


هذا عدوُّكَ في النزالِ تركتَهُ

ما بينَ مُنفلقٍ كبا وصريعِ


ووسمتَهُ لمّا جدعتَ تصعُّرًا

تعسًا لأنفٍ في الوغى مجدوعِ


أبطلتَ كلَّ مُخطَّطٍ بلغَ الزبى 

وكشفتَ كلَّ مُخادعٍ وخليعِ


من سورِكَ العالي تساقطَت العدا 

أنعم بسورٍ ثابتٍ ومنيعِ


فلمن أحبَّك جنّةٌ قُدسيةٌ

من شافعٍ فيها لخيرِ شفيعِ


والحاقدونَ جهنّمٌ يصلونها

وطعامهم فيها كطعمِ ضريعِ


فخُلقتَ لا عيبٌ عليكَ ولا أذًى

أنعم بخلق طيبٍ وبديعِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقاء الألفة قصيدة الشاعر سليمان شاهين ابو اياس ♥️

 .............. لِقاء الأُلْفَة .............. ياصَحْبُ هاقد جِئتُ مِن مِصيافِ      لِربوعِ  حِمصَ   البَرَّةِ   المِضيافِ أقبلتُ  والأشواقُ...