.............. لِقاء الأُلْفَة ..............
ياصَحْبُ هاقد جِئتُ مِن مِصيافِ
لِربوعِ حِمصَ البَرَّةِ المِضيافِ
أقبلتُ والأشواقُ تدفعُ بي إلى
حلوِ اللِّقاءِ بِسَادةٍ أَشرافِ
مِصيافُ ياأصحابُ صاحبةُ الصَّفا
بَلَدُ الشَّذا والحَورِ والصَّفصافِ
والتِّينِ والزَّيتونِ حيثُ تآخَيا
وتَسَامَيا في سائرِ الأَكنافِ
بَلدُ الهَواءِ الطَّلْقِ يَدرُجُ لَيِّناً
والنُّورِ والماءِ النَّقيِّ الصَّافي
بلدُ السَّماحةِ والوداعةِ والرِّضا
ومَحَبَّةِ الزُّوَّارِ والأضْيافِ
بلدُ الوَسَامةِ والمَلاحَةِ والبَها
وجَمَالِ حُورٍ يَزْدَهِينَ لِطافِ
بَلَدُ المَناظِرِ لِلنَّواظِرِ إنْ رَنَتْ
والعِطرِ عِطرِ الوَردِ لِلآنافِ
والشِّعرُ فيها واضحٌ،لا لَبْسَ في
مَعناهُ أو مَبناهُ . ليس بِخافي
مِنها ومِنِّي ألفُ ألفِ تَحيَّةٍ
لكمُ ، وفوقَ العَدِّ بالآلافِ
وأَخُصُّ فاتنَ بَينَنا وحَليلَها
عَلَمَ اللِّقاءِ وقَيِّمَ الإشرافِ
عبد الكريمِ وقَلَّ مَنْ حاكاهُ في
كَرَمٍ بِعينِ العَدلِ والإنصافِ
هذا اللِّقاءُ وغيرُهُ في ما أرى
يَعني الوِدادَ وأُلْفَةَ الأُلَّافِ
شُعراءُ هذا العصرِ دونَ تَشَكُّكٍ
أنتمْ ودُونَ تَردُّدٍ وخِلافِ
سِيما البلاغةِ والفصاحةِ عندكمْ
سِيما كِرامٍ حُفَّلِ الأَخْلافِ
قد شابَهَتْ سِيماكُمُ بِجَلالِها
سِيماالتُّقاةِ بِسُورة الأَعرافِ
وفُدِيتِ ياحمصُ التي تزهو على
طولِ المدى بِتَعَدُّدِ الأطيافِ
حُبِّي لِحِمصَ ولِلبلادِ جَميعِها
ولِكُلِّ مَنْ طَلَعوا لَنا بِقوافي
ولِكُلِّ أقطارِ العروبةِ والأُلَى
حَملوا أمانَتَها على الأكتافِ
.
..................
سليمان شاهين / أبو إياس/