الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023

الظل والنور قصيدة الشاعر صالح أحمد

 الظِّلُّ والنّور

شعر: صالح أحمد (كناعنة)

///

صَبرًا فهذا الدُّجى في سِرِّهِ نورُ

سعيًا... فراعِ النهى والجَدِّ مَجبورُ

.

جفَّت حقولٌ وما جَفَّت روائحها

تذكو بروحٍ سَمَت والخيرُ مَذخورُ

.

كُفّوا التّشاؤُمَ يا قَومي فمافَتِئَت

أرضي وَلودٌ... فميسورٌ وَمَنظورُ

.

أصغوا لصَوتِ نِداها صارِخًا أمَلًا

للوَهمِ لا تَرضَخوا يا عِزَّتي ثوروا

.

عزُّ البلادِ إذا فيها زَنابِقُها

أولادُها، ولها أرواحُهُم سورُ

.

ذُلُّ البلادِ إذا باتت يسودُ بها

فكرٌ دخيلٌ وقادَ الرّكبَ مأجورُ

.

وأصبَحَ الحاكِمُ الباغي بِها وَثَنًا

يطوفُ مِن حَولِهِ غرٌّ وَمَخمورُ

.

الكلُّ يَلهَثُ بحثًا عَن مَطامِعِهِ

يا دارُ ذا حالُنا طاغٍ ومغدورُ

.

خيراتُنا للسّدى تُهدى ويَسكُننا

شرٌّ يحيقُ بنا... والحقُّ مَهدورُ

.

كفى ضياعًا فإن الأرضَ يحكُمها

ظلمٌ إذا لم يَكُن من قَلبِها النورُ

.

فكلُّ ما يُضمِرُ الأغرابُ إن ظفروا

قهرٌ وَنهبٌ... وأما عَدلُهُم زورُ

.

هذي الحقيقَةُ يا قومي سنقرَؤُها

في حالِ جيلٍ تهاوى فهوَ مأسورُ

.

أجيالُنا باتَتِ الأهواءُ تَحكُمُها

قد ضَيَّعَت نَورَها فامتَدَّ دَيجورُ

.

تدورُ تائِهةً في ظِلِّ مَن بَهروا

عيونَها بالسّدى، كم ضَلَّ مَبهورُ

.

أزروا بما وَرِثوا مِن مَجدِ أمَّتِهم

سادَ الهوانُ بهم والغيُّ موفورُ

.

كِبرٌ وتَفرِقَةٌ... عُنفٌ وَضَعضَعَةٌ

نَزفَ المَشاعِرِ باتَت تَحضُنُ الدّورُ

.

تلكَ الحقيقَةُ لو أبصَرتَ عارِيَةٌ

في حالِ جيلٍ تردّى وهوَ مَغرورُ

.

قَد عَلَّمَتني صروفُ الدّهرِ مَوعِظَةً

مَن قَلَّدَ الغيرَ يشقى وَهوَ مَغمورُ

.

يا أخوةَ القدسِ بغدادي ويا شامي

يا مَشرِقًا صانَهُ الأحرارُ والحورُ

.

كبِّر وجَلجِل لنا مَجدٌ سَمَوتُ بِهِ

روحي وفِكري لهُ سامٍ ومَعمورُ

.

قلبي بلادي وفكري شمسُ عِزَّتِها


جَدّي عُلاها وجدُّ الحُرِّ منصورُ

::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق