الاثنين، 11 ديسمبر 2023

جبل تفرد بالشموخ قصيدة الشاعرسيد حميد

 جبلٌ تفرّدَ بالشموخ


ليتَ الهوى فيمن أحبُّ حديدُ

ومياهُهُ الذفراتُ فيَّ صديدُ


وحدي هناكَ على القصائدِ أحتفي

فأعيدُ هيبةَ نظمِها وتعيدُ


فتغرِّدُ الكلماتُ فوقَ وريقتي

 ويتمُّ في أبياتِها التّغريدُ


في كلِّ جرحٍ قد تلوتُ قصيدةً

حتى تصدّحَ في القروحِ نشيدُ


الناسُ تنزلُ ما فهمتُ مرادَها

ومتى سيفهمُ في الظلامِ صعودُ


أخرجتُ من قلبِ الحبيبِ سهامَهُ

ما اهتزَّ تحتَ الموجعاتِ صمودُ


قد كنتَ أجملَ زهرةٍ في منزلي

وبنشرِ عطرِكَ قد تباهى العودُ


أحييتَ تهيامي وعاشت أُلفتي

لكنّما الشنآنُ ذاكَ همودُ


عشقي القديمُ كقصةٍ عربيةٍ

هذا كلامُ محبّةٍ مسرودُ


أحببتُ عينيكَ اللواتي أثّرت

مثلُ البنفسجِ في البهاءِ خدودُ


لمّا سألتُ جوارحي عن لهفةٍ

ردّت جوابَكَ يا حبيبُ جلودُ


أنفٌ فقد بلغَ السماءَ حلاوةً

فتتمَّ لوحتَهُ العيونُ السودُ


يأتي على طرفِ الأصابعِ خفَّةً

فكأنّما يأتي إليَّ العيدُ


ذهبٌ على جيدٍ جميلٍ فازدهى

وسطَ الجمالِ وما تحلّى الجيدُ


وبدت صوابعُهُ ككنزٍ واضحٍ

عيشٌ له وسطَ الفؤادِ رغيدُ


رُبّانُ مركبِ مُهجتي وزعيمُها

فإذا تأخّرَ في هوايَ أميدُ


أنا غيرتي امتزجت بروحِكَ جملةً

فأنا عليكَ إذا قصدتُ شهيدُ


أنا لا أجيدُ سوى ودادِكَ في الهوى 

مالي سوى هذا الغرامِ أجيدُ


لا تنخدع فهناك أكبرُ خدعةٍ

باسم الودادِ وفي الفؤادِ يكيدُ


من شرِّ من ينوي بذاكَ فراقَنا

فأعيذُ ربّي فالحقودُ حسودُ


فظفيرتاكَ كنهرِ دجلةَ عندما 

حضنَ الفراتَ وما حوتهُ حدودُ


وشددتَ أصري بالمحبَّةِ هاهنا

هذا الفؤادُ إلى الهوى مشدودُ


سجدَ النخيلُ بكلِّ شبرٍ كالحصى

وهناكَ أسبلَ دمعَهُ الإملودُ


كرمٌ جثا حتى تجشَّمَ رافدٌ

وانصاعَ يغرفُ من عطاكَ الجودُ


مُزجَ العراقُ بعزّتي وكرامتي

هذي الجوارحُ للحبيبِ شهودُ

 

ووقفتَ وقفتَكَ البهيةَ ماسكًا

سيفَ العدالةِ والجميعُ قعودُ


إن غيبوكَ فأنّما قد غيّبوا

عيسى ولا بدَّ الشجاعُ يعودُ


جبلٌ تفرّدَ بالشموخِ ولم يزل

وجثا لهيبةِ عزّهِ النمرودُ



بقلمي:  سيد حميد عطاالله الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق