(من البحر الطويل)
مهاجر إلى الأمس
أقِلُّوا عليَّ اللومَ سوفَ أغادِرُ
فما أنا إلا طيفُ أمسٍ أسامِرُ
ذروني ونفسي إنني راحلٌ كَفَى
فقد مَلَّ قلبي طولَ مُكْثٍ يغامِرُ
فما بَقِيَتْ إلا بقايا بقيةٍ
لأضغاثِ أحلامٍ لشيخ يقامِرُ
أحاديثُ أحجارِ المقابرِ صمتُها
يخاطبُ أحلامي بليلٍ يساهرُ
دعوني أناجي طيفَ أمسٍ أحِبُّهُ
فما أنا إلا بعضُ أمسٍ يغادرُ
فأمسي بقايا ذكرياتِ مُهاجرٍ
غزاهُ مَشِيبٌ لا يزالُ يهاجرُ
فإنْ عَضَّ نابُ الدهرقلبيَ لم أَخنْ
وإني أداوي الجرحَ حينَ أثابرُ
إذا حُمَّ قضاءُ اللهِ لستُ معارضا
فإنَّ قضاءَ اللهِ حَتْمٌ وقادرُ
فما خابَ سهمٌ للقضاءِ وإنني
رهينٌ لسهمِ الموتِ والموتُ قاهرُ
ومالي ودنيا لستُ نِدًّا لأَهْلِها
دعوني فإني طيرُ ليلٍ يسافرُ
جزوعا هلوعا قد تركتُ منازلي
وليسَ اختياري مانويتُ أهاجرُ
مَهِيضٌ جناحِي إذأحلِّقُ في الفضا
برغمِ اعتلالي طرتُ شوقا أغامرُ
لألقَى حبيبا قد توارَى بقبرِهِ
تؤزُّ المنايا مَضْجعِي والمقابرُ
قصيدةُ أمْسِي قدسكبتُ دموعها
على قبْرِ إلْفٍ كم بكاهُ مهاجِرُ
فَلَمْ أنسَ أَمْسِي والطفولةُ في دَمِي
ومازالَ أمسي باقيا لا يغادِرُ
الطائر المهاجر
د. ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ١/ ١٢/ ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق