الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

سامحونا قصيدة الشاعرمحمد عصام علوش

 (ســامِـحـونـا)

لا تَـمَــلُّــوا مِـن مَــوْتِـنـا إنْ تَـــوالـى  إنَّ ربِّـــــي يُــــقَــــــدِّرُ الآجــــــــالا

لا تـــمَــلُّــوا إذا نــعـــانــا نَـــــعِـــيٌّ  لا تَــمَـلُّـوا إذا الــصُّـــــراخُ تــتـــالى

مـا رغِــبْـنـا إيـذاءَكــمْ فـي شُـــعــورٍ  يـــســـتـفِــزُّ الأشــجــانَ والاِنــفـعـالا

سـامِـحــونـا إذا أرِقْــتُــــمْ عــلـيْــنــا  مُـذْ دهـــانـا ذاك الــوَبـــالُ وطــــالا

سامِـحــونا إنْ جــدَّ فـيـكـمْ حـزيــنٌ أنْـهَــرَ الـدَّمْـعَ فـي الـعـيـونِ فـســالا

إنْ رأيْــتـمْ مـن الـمـشـاهِـدِ طِـفْــلًا   نـالـهُ الـقَـصـفُ فـاســتـحـالَ خَـيـالا

إنْ رأيْــتُـم بـنــاتِــنــا خــائِــفــــاتٍ  بـعــد فَــقْــدٍ لــلأمَّـــهــات حُـــبــالى

إنْ رأيْــتُــمْ دمــاءَنــا مِـثْـلَ سَـيْــل أغــرَقَ الـسَّـاحَ والــدُّروبَ الــطِّـوالا

إنْ رأيْــتُــمْ بـــيــوتَــنـا هــاويـــات   وكــأنَّ الـبــــــيـوتَ كــانـتْ رمــالا

إنْ رأيــتُــمْ أحـــيـــاءَنـا خــاويـاتٍ  أو رأيْــتُــمْ فــيـهـا الـقُــبـورَ تِـــلالا

قـد نـزَحـنا إلـى الـجِـنانِ جُــمـوعًـا مُـذْ كـرِهــنـا من الـحـيـاةِ الـضَّـلالا

نحـنُ لـمْ نـطـلُـبِ الجـيـوشَ لـتـأتي  زاحـــفــاتٍ فــتُــحـــدِثَ الــزَّلْــزالا

نـحـن لـمْ نـطـلُـبِ الـمـعـونةَ منـكمْ  أوْ نـنــادي لِـنُــصـــرةٍ لـلـثَّـــكـالـى

مـا قــصَــدْنـا تـكـلـيــفَـكـمْ بـقِـتـالٍ  أوْ نــزالٍ لــوْ تُحــسِــنـون الـنِّــزالا

إنَّ أمــرَ الـعَــدُوِّ أمْــرُ احــتـــلالٍ  لا يُـطـيـقُ الأحـرارُ فـيـنـا احـتـلالا

إنْ أتــى الـلِّــصُّ نـاهِـبًا لـبـيــوتٍ  هـل تُـتـيحـون لـلُّـصـوصِ الـمَـجـالا؟

ولـقـــد أوْغَــلَ الـعـــدُوُّ بـظُــلْـــمٍ  فـاســـتـبـاحَ الـنِّــســاءَ والأطـــفــالا

وطغـى فـي الـبــلادِ دون رقـيـبٍ  يَـمــنــعُ الـجَـوْرَ يــردَع الـمُـحــتـالا

مُـمـعِـنًا في حـصارهِ كـلَّ شِـبْـــرٍ وكـأنَّ الـحِـصــارَ سِـــجـنٌ تـعــالى

إنَّ هـــذا مـقــالُــنـا باخـتــصــارٍ  إنْ وعَـيْـتمْ من الحـصيـفِ الـمَـقـالا

"كُـتِـبَ الـقـتلُ والـقـتالُ عـلـيـنـا"  والــغـــوانـي تُــجَــــرِّرُ الأذيــــــالا


محمد عصام علُّوش

22/جمادى الأولى/1445هـ ـ 6/كانون الأوَّل/2023م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق