السبت، 10 يونيو 2023

ياصبر ايوب قصيدة الشاعر حافظ لفتة💔

 يا صبْر أيّوب.. 


أعَلّلُ نَفْسي بِالأمانِيَ وَالأسىٰ

              يُمرِّغُها وَالمُنْغِصاتُ وُفودُ


فَحيناً بِوَعدٍ قَدْ يَطيبُ مَزاجُها

           وَحيناً لِما فيها تَخيبُ وُعُودُ


وَأعْلَمُ أنَّ الْحزْنَ إنْ مَرَّ في الْحَشا 

            يُهَشِّمُ في الْأضْلاعِ ثُمَّ يَعودُ


أعَلّلُها بِالْمُفْرِحاتِ وَهَمَّها

         كَبَحْرٍ بِهِ عَصْفُ الرِّياحِ شَديدُ


أُلَمْلمُهُ حِيناً لَعَلّ بِلَمِّهِ

             يُسَدُّ وَحيناً لا تُفيدُ سُدودُ


 فَيا لائِمي كُفّ الْمَلامَ وَلا تَزِدْ

     فَفي الْلَوْمِ نيرانُ الْأسىٰ سَتَزيدُ


بِصَبْري هَجير الْحزْنِ أُطْفِأُ حَرّهُ

        وَلَوْلاهُ عَيْشي في الْحياةِ نَكودُ


فُؤادي وِإنْ باتَ السُقامُ يُضرُّهُ

       عَن الصّبْرِ وَالإيمانِ لَيْسَ يَحيدُ


وَرَغْم صروفِ الدهْرِ وَهْيَ كَثيرَةٌ

               يُقاوِمُ ما يُؤْذيهُ فَهْوَ عَنيدُ


أنَا الصابِرُ الْمُلْقىٰ عَلىٰ قَيْحِ جرْحِهِ

           وَرَغْم الْأذىٰ بِالطَيّباتِ أجودُ


فَيا صَبْرُ أيّوب الْمَواجِعُ جَمّةٌ

     وَقَلبي رَقيقٌ وَالشجونُ حُشودُ


لِبَحْرِكَ ظَمْآناً أتيْتُ بِجَرّتي

      لَيَرْوي عُروقي الظّاِمِئاتَ وُرودُ


عَلِمْتُ نَبِيُّ الْلّٰهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ

   شَبيهٌ وَصَبْرُ الأنْبياءِ فَريدُ


وَأنّي بِهِ رَغْم الْمَصاعِبُ عالِقاً

      لَعَلّي بِهِ صَبْري الشَّحيح يَزيدُ



     حافظ لفتة عباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق