السبت، 10 يونيو 2023

كالطفل قصيدة الشاعرمحمد عصام علوش،🌺

 كـالــطِّـفــلِ مِـن ألـعــــابـهِ يـتــــبَــــرَّمُ  فـلــقـــد يُــركِّــبُ لُـعــبـةً ويُـحَـطِّــمُ

ولـقـد يـشـــيـدُ بــنـــاءَهُ فـــي هِـــمَّــــةٍ    ولـقــد يُـــدمِّـــرُ مـا بــنـاهُ ويَـهـــدِمُ

لــكـــــنَّـــه طــفــــلٌ بــــريءٌ ســـاذجٌ   مـا فــيــهِ لـلـشَّــرِّ الـمُــبـيـرِ تـفَـهُّــمُ

أمَّـا الـكــبـيـرُ فـقـد يُــزيـلُ حــضــارةً   كـانـت عـن العَـقـلِ الـذَّكيِّ تُـتـرجِمُ

ولــقــد يَــهُــدُّ مَـعــالِــمًـا مـــن أسِّـهـا   ويُــفــجِّــرُ الأنــهــارَ لا يــتـــنـــدَّمُ

ويـبـادِرُ الأرضَ الخـصـيـبـةَ بـالأذى   فـيُـحـيـلُـهـا أرضًـا بَـوارًا تَــلْـطِـــمُ

ويُـبـيـد أقـــوامًـا ويَــسـرِقُ قـوتَـهُــمْ   مـن غــيــرِ مــا حِــسٍّ بـــهِ يـتــألَّـمُ

وكــــأنَّــه بـالــمــوبــقــاتِ مُــوكَّــــلٌ   وكــأنَّـــه فـي رِجــسِــهِ يَــتـــنــعَّـــمُ

وكــأنَّ طِـيـنـتَـه من الحِـقـدِ اسـتـوَتْ    والـبُـغــضُ فـيـه جِـبِـلَّـةٌ لا تُـفـصَـمُ

كـمْ مـن سـلاحٍ فـاتِـكٍ أفـنـى الـورى   وأبـــادهُــمْ وبــه الـخــرابُ مُـحـتَّـمُ

قـد قـارف الإنـســانُ فـيــه جُــنـونَـهُ   وأبـاحـه فـي الحـربِ وهـو مُـحـرَّمُ

كـمْ طـائـراتٍ أســقـطـتْ مَـقـذوفَـهـا    فــإذا الـمَـدائـنُ بالـلَّـظى تـتـضــرَّمُ

كـمْ مـن قـذيـفـةِ مِـدفـعٍ قـد أُطـلِـقَـتْ     قـد كــان فــيـهـا آهــــةٌ وتَـيَـــتُّــــمُ

كمْ من جـرائمَ في الحروبِ يُسيـغها   مـتـغـطــرسٌ أو مُـســتـبـدٌّ مُـجــرمُ

مـا كـان هـذا فـي الأنـام خـلـيــفــةً   لا يَـرحَـمُ الـرَّحـمـنُ مَـن لا يَـرحَـمُ

هـذا هـو الإنـسانُ يـسـكــنـه الأذى    والـشَّــرُّ فــيـه طـبــيــعـةٌ تـتــكــلَّـمُ

هــذا هـــو الإنــســانُ دون روادعٍ   من مـبـدَأٍ أو مـن ضـمـيـرٍ يَـحـكُـمُ

هـذا هـو الإنـســانُ فـي جــبَـروتـهِ    ما مِـنــه إلَّا مُـــنـــكَــرٌ أوْعَــلْــقَـمُ

واحـسـرتـاه عـلـيـه يُـفــني نـفـسَـه    ويــظــنُّ وَهْــمًـا أنَّـــه لا يُــهْـــزَمُ

أوَلـيـس فــيـــنــا لـلـسَّـلامِ حُـداتُـه    فـلـعــلَّـنـا  مـن درسِــنـا نــتــعــلَّـمُ؟

ولعلَّ صوْتَ العـقلِ يعلـو صادحًا     فـتُهـامِـسُ الإنــسـانَ فـيـه الأنـجُــمُ

محمد عصام علوش


19/ذو القعدة/1444هـ

8/حزيران/2023م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق