قصيدة ياشام بقلم الشاعرحسن خطاب
ياشام…
يا شامُ أنتِ مُدامَتِي وشَرابي
وسُكونُ ليلي في الهوى الغلَّابِ
أنتِ المَلاذُ لِمُدْنَفٍ ودَوَاؤُهُ
وخَلِيلَةُ المُشتَاقِ لِلأحبَابِ
مُدِّي ذِرَاعَكِ كيْ نَنامَ بِحُبِّنا
و نعيشُ حُلمَاً بعدَ طُولِ غِيَابِ
رُدِّي السلامَ وشرِّعي أبوَابَهُ
فَعَلى الجَحِيمِ تَفتَّحتْ أبوابي
كُفّي دُموعَكِ وامسَحِي آلامَنَا
وتلطَّفي يا غِنوَتي بِمُصَابِي
بيَّارةُ الليمونِ ؛ أنتِ زُهورُها
والياسمينُ، وحُمرةُ العنَّابِ
والزيزفونُ على جدارِ تَكيِّةٍ
والبيْلَسانُ ، ونضرةُ اللبلابِ
ورُبَا المدائنِ والضفافُ عرائسٌ
تلدُ الورودَ بمنظرٍ خَلَّابِ
وصدى المآذنِ في الشآمِ روايةٌ
تروي النفوسَ ببلسمِ الآدابِ
شَدْوُ البلابلِ والصباحُ يهزُّني
ويَزِيدُنِي شَوقاً وينشرُ ما بي
يا شامُ ما عادَ الغمامُ يُظلُّنا
ماعادَ يسبحُ في الفضاءِ سَحابي
أنا مذْ عَرَفتُكِ تَعتَريني صَبوةٌ
ويهيمُ قلبي في هوىً وتَصَابي
لا تَعتُبي إنْ غابَ نجمي واختفى
وتَحرَّقتْ بشجونِها أعصَابي
فالرافدانِ كسيرةٌ بِعراقِنا
والقيّروانُ تضجُّ بالأغرابِ
ماذا أقولُ وقد تشتَّتَ شملُنا
وتفاخرَ الإرهابُ بالإرهابِ
وتنافرتْ شِيعُ العروبةِ وانبرتْ
تَئِدُ الكرامةَ في الخَنَا وتُحابي
يكفي عتاباً. إنَّنا منْ طِينةٍ
وعَذَابُكِ المَخفِيُّ بعضُ عَذَابي
فدعي الشعورَ إذا ترقرقَ وانحنى
ودعي المَلامةَ واسمعَي لِخطَابي
أنا شاعرٌ سَكنَ الحنينُ بمهجتي
وتفرَّعتْ أنَّاتُه بِلُبابي
مُدِّي جناحَكِ واحمليني لِلعُلا
وتضرَّعي للواحدِ التوَّابِ
محبوبتي لا تحسبي عشقي هوىً
أنتِ العيونُ وغوطتاكِ نِقَابي
أنتِ الصلاةُ إذا تبتَّل راهبٌ
ودعاءُ (مريمَ) في سنا المحرابِ
أرضَ النبوَّةِ والرسالةِ لِلوَرَى
نِلتِ الطَهَارةَ منْ لَدَى الوَهَّابِ
يا شامُ إنِّي في هواكِ متيَّمٌ
فمتى أشمُّ بجانبيكِ ترابي !!?…
يا شامُ شَابتْ في الحنينِ مشاعري
مُدِّي يديكِ لأستردَّ شبابي
حسن خطاب سورية جرجناذز..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق