عَقَلْتُ فُؤَادِي عَن جَنَى كُلِّ مَيسَمِ
وصُنْتُ لِسَانِي عَنْ هَوَاكَ الْمُحَرَّمِ
كَتَمتُ سَخِيفَ الرَّدِّ عَنْ كُلِّ عَاذِلٍ
فَلَحمي عَسِيٌ لَا يلِينُ لِضَيغَمِ
أَنَا ابْنَةُ عِزٍّ لَا يُبَاحُ فُؤَادُها
وَلَيْسَ لِصيَّادِ الْقُلُوبِ بِمَغنَمِ
فَعِنْدِي مِنَ الأشواقِ فَيْضٌ أُغِلُّهُ
لِمَنْ صَانَ وُدِّي مُقْبِلًا غَيْرَ مُحجِمِ
فَلَا تَكُ مِنْ دَارِ النَّقَاء مُقَرَّبًا
فعينُكَ تُنْبِي كُلَّ مَكْرٍ مُلَثَّمِ
فَدَعْ عَنْكَ أَسرَارَ الْغَرَامِ وَزَيفَهَا
وَحَطِّمْ قُيُودَ الذُّلِّ عَنْ كُلِّ مَأْثَمِ
فَمَا كُلُّ ذِي وِردٍ يُسَاغُ شَرَابُهُ
وَلَا كُلُّ قَيْدٍ قَد يَرُوقُ بمِعصَمِ
فَحَمِّلْ مِنَ الْمَعْرُوفِ مَنْ كَانَ صَاحِباً
وَشَيِّعْ ظَلَامَ الْفَقْرِ عَنْ كُلِّ مَبْسَمِ
فَضَائِلُ طَبْعِ الْمَرء مَنْ عَاشَ رَاضِياً
قُنُوعًا وَمَنْ يُرضِ الْإلَهَ سَيُرحَمِ
وَمَنْ يَكُ عَنْ سُوءِ الطِّبَاعِ مُنَزَّهًا
يَعِشْ بَيْنَ أَهْلِ الْفَضْلِ عَيْشَ الْمُكَرَّمِ
فَكَمْ مِنْ غَنِيٍ نَالَ حَظّاً مِنَ الْغِنَى
وَمَا نَالَ ذِكْراً بَعْدَ طُولِ تَنَعُّمِ
يَطِيبُ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا ظَلَّ ذِكْرُهُ
يَدُومُ زَمَانًا مِثْلَ قَوْلٍ مُحَكَّمِ
إذَا كُنْتَ عَنْ نَيْلِ الْفَضَائِلِ عَاكِفًا
فَدَعْ عَنْكَ قَوْلَ الزُّورِ فِي كُلِّ مَجثَمِ
وَإِيَّاكَ يَوْمًا أنْ تَكُونَ مُشَاحِنًا
فَذَاكَ لَعَمْرِي مِنْ طِبَاعِ ابْنِ جُرْهُمِ
تَرَفَّعْ عَنِ الْفَحشَاءِ فِعلًا وَقَالَةً
وَلَازِمْ قَرِينًا لايَرومُ لِمَغنَمِ
وَلَا تَجعَلَنْ مِنْ دَارِ عِزِّكَ ذِلَّةً
وَإِنْ عانَدَتْ رِيحُ الْمُنَى فَتَقَحَّمِ
تَمُرُّ عَلَيْكَ المُغرَياتُ بِجودِها
فَحَاذِرْ بِأَنْ تُغويكَ يَوْمًا فَتَنْدَمِ
فَمَا كُلُّ مَنْ دَارَ اللِّجَامَ بِفَارِسٍ
وَمَا كُلُّ مَنْ رَام الْهَوَى بِمُتَيَّمِ
أمل كريم وسوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق